القبيل قد يكون من القوة بحيث أن أي إنسان ذي نزعة علمية لا يستطيع رفضه، ولكن أهمية الارتباط بالبرهان يجب أن تعتمد على السابقة المحتملة لفروض البقاء؛ فهناك طرق متباينة لتعليل أية مجموعة من الظواهر، ولكننا نفضل من بينها السالفة الأقل استحالة.
وهؤلاء الذين ظنوا احتمال الحياة بعد الموت، سيكونون متأهبين لقبول هذه النظرية كخير تعليل للظاهرة النفسية، وعلى العكس هؤلاء الذين ينظرون إلى هذه النظرية على أنها شيء غير معقول، سيبحثون عن تعاليل أخرى. . . أما من جانبي فأنا إلى الآن، أعتبر أن الحجة التي يقدمها البحث النفسي في صالح البقاء أو هي من الحجة الفسيولوجية في الجانب المقابل، ولكنني أعترف كل الاعتراف أن تلك الحجة قد تصبح في أي وقت أقوى منها الآن، وحينئذ سيكون من غير العلمي، أن لا يعتقد في البقاء ولكن بقاء الجسد بعد الموت أمر مغاير للخلود، فقد يعني ذلك تأجيلاً للموت الطبيعي فقط، ولكنه هو الخلود الذي ينشد الناس الاعتقاد فيه.
والمعقدون في الخلود، سوف يرفضون الأدلة الفسيولوجية التي استعملتها بحجة أن الروح والجسد شيئان منفصلان كلية، وأن الروح شيء مفارق تماماً لمظاهرها التجريبية خلال أعضائنا الجسمية، وأنا أعتقد أن هذا خرافة (ميتافيزيقية) فإن العقل والمادة، وهما في ذلك سواء عبارات مناسبة لمآرب معينة، وليست حقائق نهائية؛ فالإلكترونات والبروتونات مثل الروح أوهام منطقية، وكل منهما في الحقيقة عبارة عن سيرة وسلسلة من الحوادث، وليس ذات يد واحدة ثابتة. وهذا جلي في حالة الروح من بين حقائق النمو؛ فإن كل من أنعم النظر في الحبل والحمل والطفولة، لا يمكنه أن يعتقد جاداً: أن الروح شيء لا يتجزأ، وأنها كاملة تامة، خلال كل هذه الأطوار. ومن الجلي أنها تنمو كالجسم، وأنها تنشأ عن كل من الحيوان المنوي والبويضة، ولذلك لا يمكن اعتبار الروح غير قابلة للتجزئة، وليس هذا هو المذهب المادي، إنه فقط التسليم بأن كل شيء موضوع للتحضر، وليس لمادة أولية وقد قدم الميتافيزيقيون حججاً لا تحصى، ليثبتوا أن الروح يجب أن تكون خالدة، ولكن ها هو ذا اختبار بسيط يمكن هدم هذه الحجج به، فهم يثبتون جميعاً أن الروح يجب أن تكتنف وتتخلل كل الفراغ. . . ولكن بما أننا لسنا متلهفين على أن نعيش طويلاً، فإن أحداً من الميتافيزيقيين في هذه المسألة لم يلاحظ قط هذا الوضع لأداتهم، وهذا مثال من سلطان