للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحرك الطالب يديه حول النار ينشد الدفء وهو يقول:

- لقد كان القديس بطرس يدفئ نفسه على مثل تلك النار. . فلا ريب إذن. أن الجو كانت تسوده البرودة آنذاك. . آه. . . لابد أنها كانت ليلة مروعة يا جدتي. .! ليلة طويلة مشؤومة لا محالة.!. . ثم ألقى ببصره إلى ما عقد حوله من نطاق الظلمة الدامسة وهز رأسه في تأثر بالغ وقال:

- لا شك أنك كنت تطالعين في الإنجيل ثنى عشر. .؟

فأجابت فازيليا: - أجل. .! لقد كنت أجيل الطرف خلال صفحاته. .

هل يعلق بذاكرتك أن بطرس قال في العشاء الأخير (إنني متأهب تمام الأهبة لأن أخوض برفقتك معمعة الظلمة والموت) فأجاب مولانا السيد (إنني أقول لك يا بطرس إنك ستشرك بي ثلاثا قبل أن تصيح الديكة وخرج يسوع) عقب العشاء إلى الحديقة. . ويوقد له نيران الموت وكان بطرس المسكين. . خامد النفس. . واهي القلب. . وعيناه مثقلتان. . فلم تصمدا أمام جيوش النعاس فهزمهما النوم. . ولقد أدركني أن يهوذا تقابل ويسوع في تلك نفسها. وأفشى أمره إلى مضطهديه. . وأنهم. . أدوا به إلى الكاهن الأكبر مغلولاً. . فضرب كثيراً. .!!

واستيقظ بطرس متثاقلاً وهو يتوقع أن الشيء الخطير المفزع سيحل بالأرض. . ولقد كان يحمل ليسوع الحب والتقدير الشديدين. . وهاهو ذا الآن يضرب على البعد.

. . وألقت ليكريا بالملاعق من يدها وأدارت بصرها إلى الطالب الذي استطرد في القول. .

- فلما انتهوا حيث دار الكاهن الأكبر راحوا يمطرون يسوع بوابل من الأسئلة المتزاحمة بيننا أشعل الرجال النار في الفناء يصطلون. . واندس بطرس بينهم يدفئ نفسه كشأني الآن هنا. . فرأته إحدى النساء. . فصاحت (لقد كان هذا مع يسوع. . أيسوع أيضاً؟) ومعنى ذلك أنه ينبغي أن يستجوب أيضاً. . ولابد أن جميع العمال قد نظروا إليه في ارتياب وحذر. . إذ أن الارتباك استولى عليه فقال (كلا. . إنني لست أعرفه) وما انصرمت فترة قصيرة الأمد حتى عرف شخص آخر أن هذا الرجل من تلاميذ يسوع فقال (إنك كذلك أحدهم) ولكن بطرس آثر الإنكار للمرة الثانية. . غير أن شخصاً ثالثاً تحول

<<  <  ج:
ص:  >  >>