لنشر الآثار الأدبية القديمة، وتشجيع الذين يعدونها للنشر ويقومون عليه تشجيعاً حسناً. ولست أشكو من تقصير المحققين الذين لا أكاد أحس منهم جهداً، وربما انتهى بي الأمر إلى أن أختار أنا طائفة من الكتب القديمة وأكلف بعض الباحثين بدرسها وتحقيقها، وأدعو بالقياس إلى بعضها الآخر أدباءنا إلى أن يستبقوا في درسها وتحقيقها، ولكن كنت أتمنى ألا يحتاج الأدباء إلى هذا التوجيه الإداري. وفي دار الكتب لجنة لإحياء الأدب العربي القديم برأسها الأستاذ أحمد أمين بك وأنا بعض أعضائها، ولكنها لم تكد تبدأ عملها بعد، وأرجو أن تكون جهودنا منتجة فيضاف عملها إلى عمل المكتبات الخاصة. وما أظنك تطلب أكثر من هذا.
الترجمة:
ثم قال معاليه: وأما النقل عن الآداب الأجنبية فقد ترجم في الأعوام الأخيرة عدد صالح من الكتب، نشر بعضه وبعضه ينتظر النشر؛ وإدارة الثقافة هي المشرقة على ذلك، وربما كان اختيار هذه الكتب موضع شئ من الجدل، ولكنها حركة على أي حال. وقد قررت في هذا العام نقل آثار شكسبير كلها إلى اللغة العربية، ونقل آثار راسين إليها كذلك. ولولا الصعوبات التي تثار دائماً في وزارة المالية لأخذنا في تنفيذ هذين العملين الخطيرين، ولكني واثق من أن هذه الصعوبات ستنتهي، ولن تصدر الميزانية الجديدة إلا وفيها الاعتماد الذي نحتاج إليه. وعسى أن يتصل هذا الجهد فتنقل إلى اللغة العربية آثار كبار الكتاب والشعراء في الغرب شيئاً.
تشجيع الأدباء:
وقال: أما الإضافة الذاتية فلست واثقاً بأنها تحتاج إلى التشجيع وحده، وأخشى أن تكون في حاجة إلى شئ آخر غير التشجيع، هو خصب القرائح وإيثار الأناة والتجويد على العجلة وابتغاء الكسب، وفي كل عام تعطى جائزة فؤاد الأول للآداب، وتعطى جوائز المجتمع اللغوي، ولعلك توافقني على أن الذين ظفروا بهذه الجوائز لم يعملوا لها ولم يسعوا إليها، وإنما اضطرهم الأدب إلى أن يكتبوا فكتبوا، وعرفت لهم الدولة قدرهم فإجازتهم. روبل للأدب إذا احتاج إنتاجه الرفيع إلى التشجيع، واذكر كبار الأدباء في الشرق والغرب، لأنهم