للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قد منحوا الإنسانية هذا التراث الرفيع الضخم دون أن يشجعوا إلا نادرا، وتستطيع أن تقول إنهم اشتقوه من آلام نفوسهم وقلوبهم ومن استمتاعهم بلذة البؤس والحرمان، وإنها للذة لشدة قسوتها!

جماعة الأدباء:

ثم قلت لمعاليه: كنتم تدعون الأدباء إلى تكوين جماعة تمثلهم وترعي حقوقهم، ولعل مكانكم الآن في الوزارة مما بعين على إنشاء هذه الجماعة ورعاية الدولة إياها، فما رأيكم في ذلك؟

قال: لو أنشأ الأدباء جماعتهم هذه إنشاء جد لا عبث فيه لكنت أول من يسعى إلى الاشتراك فيها ولكنت سفيرها في مجلس الوزراء في البرلمان، ولكن جماعات الأدباء لا تنشأ بالمراسيم ولا بالقرارات الوزارية، وإنما تنشأ أولاً ثم تعترف بها الدولة بعد ذلك. ومع ذلك فبين يدي مشروع قانون أرجو أن أقدمه إلى البرلمان في أول دورته المقبلة إن شاء الله، وهو ينشئ معهد فاروق الأول للعلوم والفنون والآداب، وسيكون هذا المعهد مؤلفاً من شعب خمس: شعبة الطب. وشعبة الأدب والحديث، وشعبة الفنون الجملة. وليس هذا المشروع جديداً، وإنما حاولت استصداره مع السنهوري باشا حين كان وكيلاً لوزارة المعارف وكنت أنا مراقباً للثقافة العامة، وحاولت استصداره حين كان نجيب الهلالي باشا وزيرا للمعارف، ولم أوفق، وأرجو أن يكتب لي التوفيق في هذه المحاولة الثالثة. ولن يغني هذا المعهد عن إنشاء جماعة الأدباء الحرة، ولن يمنعني أن أكون من السابقين إلى الاشتراك فيها.

المسرح والمجلات الأدبية:

وقلت: الحكومة تمد المسرح بالإعانات المالية ليقوم إلى جانب السينما التي تجتذب إليها الجماهير، فلماذا لا تعين المجلات الأدبية لتسير إلى جانب المجلات الأخرى؟

قال: ليست وزارة المعارف هي التي تعين المسرح، لأنه كما هو الآن لا يكاد يخدم الأدب العربي، وإنما هو لون من الترفيه وإضاعة الوقت. ولن تقصر وزارة المعارف عن إعانة المجلات الأدبية الخالصة إذا جدت ووقفت نفسها على الأدب الرفيع والثقافة الممتازة، وسبيلها إلى هذه الإعانة هو الاشتراك في أعداد ضخمة منها لمدارسها الكثيرة التي تزداد كثرة من يوم إلى يوم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>