فتنهاني عنه، قال بل هو حلال، فأدني مني حتى أعلمك، فدنت منه، فقال يا أم حبيبة: إذا أنت فعلت فلا تنهكي فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج.
فانظر أيها القارئ الكريم إلى كلمة (لا تنهكي) أي لا تستأصلي، أليس في هذا الحديث معجزة تنطق عن نفسها وتدل بوجهها، فلم يكن الطب قد أظهر شيئاً عن هذا العضو الحساس (البظر) ولا التشريح أيان الأعصاب التي فيه، ولكن الرسول (ص) الذي علمه الخبير العليم عرف ذلك فأمر ألا يستأصل العضو كله.
هذا وإن عملية الختان الصحيحة من الوجهة الطبية أن لا يقطع البظر من جذره، بل يقطع جزء منه فتقطع الحشفة وجزء من العضو، وهذا الجزء الأعلى هو ذو الحساسية الشديدة، ثم يبقى جزء منه توجد فيه أيضاً الحساسية ولكن بدرجة أقل ويقول حضرات الأطباء الذين استفتهم المجلة إن الختان يحرم المرأة الشعور الصحيح باللذة الجنسية، لكن الحقيقة التي لا مرية فيها أن الفتاة التي استهدفت لعملية الختان قلت فيها حساسية الشهور نوعاً ما، بخلاف التي لم يعمل لها الختان فإن أي احتكاك بالبظر - حتى يثوبها - يحرك فيها حساسية شديدة ربما لا يؤمن جانبها في الفتيات. وأما المتزوجة فالشعور لا يزال فيها لكنه شعور غير فياض، رزين غير عابث، مضبوط زمامه غير منفلت فالتأثير الجنسي لم يعدم في المرأة بعد ختانها؛ إنما وجد بمقدار إن زاد أضر بها.
هذا وإني أرى فائدة الختان للبنات تتلخص طبياً فيما يأتي:
(أولاً) الإفراز الدهني المفرز من (الشفريين الصغيرين) إن لم تقطعاً مع جزء من البظر في الختان، تتجمع وتتزنخ ويكون لها رائحة غير مقبولة، وتحدث التهابات قد تمتد إلى المهبل بل إلى قناة مجرى البول، وقد رأيت حالات كثيرة بهذه الالتهابات في بعض السيدات سببها عدم الختان.
(ثانياً) هذا القطع كما أشرنا يقلل الحساسية للبنت حيث لا شيء لديها ينشأ عنه احتكاك جالب للاشتهاء؛ وحينئذ لا تصير البنت عصبية من صغرها.
وصدق رسول الله (ص) أن الختان مكرمة للنساء، وهو أشرق للوجه إذا لم يستأصل في الختان البظر كله، وإلا كانت المرأة عصبية المزاج صفراء اللون، ونرى أن الختان يجب أن يقوم به الأطباء والحكيمات المتمرنات، لا أن يترك لهؤلاء النساء الجاهلات.