الفصحى. . وقد كان يفضل أن تشمل المسرحية كلها وحدة في الأسلوب البياني حتى تحتفظ بطابع واحد من التعبير اللفظي يسوده الانسجام اللغوي) ولسنا نذهب هذا المذهب حتى ولو استطاع المؤلف أن يستنبط إمكانيات أخرى يبتغي بها استقامة مفاجآت المسرحية ومشوقاتها كما يقول الأستاذ زكي طليمات.
فلو أن الحورية تكلمت باللهجة العامية لانتفت عنها فورها صفة الحورية ولكانت بشراً ممن يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق! فنحن نعلم أن العامية هي لغة السواد من الناس وأين الحورية من هذا السواد؟
ولنا - بعد - على المسرحية ملاحظات يسيرة نتوجه بها إلى هذه الفرقة المرموقة المأمول منها خير كثير، نتوجه بها إليها في رفق ولين، ولكن هذا الرفق لن يطول أمده، وسنأخذها فيما بعد بصرامة الحق وصراحة القول فذلك أنفع لها وأجدى عليها، ونحمل تلك الملاحظات فيما يأتي: -
١ - يتكلف الأستاذ (عدلي كاسب) شخصية الأستاذ (حسن فائق) تكلفاً ظاهراً جداً. وأرجو أن يعلم الأستاذ أن في هذا التكلف إفناء لشخصية وإعلاء لشخص الأستاذ حسن فائق! فالناس إذ يرونه كذلك لا يذكرونه وإنما يذكرون حسن فائق!
٢ - الأبيات التي يرويها الزوج (الأستاذ نور الدمرداش) لعلقم الفحل يرويها مكسورة وبها بعض الأخطاء. وليس مما ينهض عذراً له أنها وردت كذلك في الأصل المطبوع فقد كان عليه بل كان على المخرج أن يتلافى هذا الخطأ وبخاصة الكسر الذي في البيت الأخير. . وصحة الأبيات هي كالآتي مأخوذة من الديوان ومن الجزء الثالث من كتاب (نهاية الأرب) وكما ينبغي أن تكون وأرجو أن يرويها كذلك مستقلاً: -
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... عليم بأدواء النساء طبيب
إذا شارب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له في ودهن نصيب
يردن ثراء المال حيث علمنه ... وشرخ الشباب عندهن عجيب
٣ - انتقلت ملابس الحورية فجأة من ملابس الحوريات الغريبة، فصارت بمجرد هبوطها إلى الأرض ومن أول لحظة ملابس (إسبور) وبنصف كم! وعندي - ولو أن هذا مصدر من مصادر سوء التفاهم لاستحالة فهم الأناسي الذين يعاشرون الزوج أنها من حوريات