وأتم ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأوردية بعد ظهور الطبعة الإنجليزية بسبع سنوات.
وهو كاتب من الطراز الأول، غزير الإنتاج، ألف عدداً كبيراً من الكتب عن التاريخ والدين الإسلامي باللغة الإنجليزية. ولقد كتب ما يقرب من عشرة آلاف صفحة باللغة الإنجليزية، وعشرة آلاف صفحة أخرى باللغة الأردية عن المواضيع الإسلامية.
قال المستر ماردوك باكتال وهو من الإنجليز الذين هداهم الله إلى الدين الإسلامي، من الذين تصدوا لترجمة معاني القرآن إلى الإنجليزية، عن كتاب مولانا محمد علي (دين الإسلام) الذي ألفه في اللغة الإنجليزية عام ١٩٣٦ ما يأتي: (لم يستطع إنسان من المعاصرين أن يخدم الإسلام، بأوسع ما في الخدمة من معنى، كما استطاع مولانا محمد علي).
ويعتبر مولانا محمد علي من القلائل من بين بني الإنسان الذين يطيقون العمل المعقد المضني ويصبرون السنوات على احتماله بجلد عظيم. وليس ذلك كل ما يمتاز به، إنما يضاف إليه الترتيب في العمل، والاستفادة من الوقت على أحسن الوجوه بصورة لا يقدر أن يجاريه أي أوربي في مضمار من هذا النوع. وهو في عاداته شديد الاتزان شأنه في ذلك شأن دقته في الحكم على الأشياء والناس والمشاكل في عظائم الأمور. وعلى الرغم من عدم احترافه المحاماة، فإن دراسته العميقة للقانون جعلت أحكامه مبنية على الحقائق لا على العواطف المتغيرة. ولقد تركزت هذه الصفات الرائعة في الحركة الأحمدية التي رأسها في لاهور، وابتعد بذلك عن أتباع الحركة نفسها من المتطرفين في قاديان.
ومنذ موت مؤسس الأحمدية، تعرضت الحركة التي أسسها إلى عوامل مختلفة، داخلية وخارجية عنيفة، غير أن مولانا محمد علي وقف كالصخرة الراسية أمام هذه العواصف خشية أن تعصف بالناحية الروحية المثالية الرائعة التي هي رسالة هذه الحكمة في توجيه مبادئ الإسلام لخدمة الإنسانية.
لقد بلغ مولانا محمد علي من النجاح شأوا بعيدا قلما بلغة إنسان مثله، بسبب إيمانه العميق بالله، ذلك الأيمان الذي لم تكن لتقوى أعاصير الحياة على زعزعته، والذي كان يزيد في رسوخه ومتانته إدمانه قراءة القرآن، والأحاديث المأثورة عن الرسول، والذكريات القوية العميقة الجذور في عواطفه عن مؤسس الحركة الأحمدية، وخشوعه في صلواته التي لا