قرأت من كتب الله ٧٢ كتابا! ومن أجل ذلك كان للمسلمين ثقة كبرى به.
وقال الذهبي عنه في تذكرة الحفاظ. ولد سنة ٣٤هـ روى عن أبي هريرة وعن عبد الله بن عمر وأبن عباس وتوفي بصنعاء سنة ١١٠هـ وقيل غير ذلك.
كيف استحوذوا على عقول المسلمين
اتبع هؤلاء الأحبار بدهائهم العجيب طرقا غريبة لكي يستحوذوا بها عقول المسلمين ويكونوا بذلك محل ثقتهم وموضع احترامهم. وإليك طرفا من هذه الأساليب الغربية التي كانوا يتخذونها ليستولوا بها على عقول الصحابة فيركنوا إليهم ويثقوا بهم ويأخذوا عنهم.
أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام وهو من كبار أحبار اليهود الذين أظهروا الإسلام. أنه مكتوب في التوراة في السطر الأول: محمد رسول الله عبد المختار مولده مكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام وهذا الذي أخرجه الترمذي عن أبن سلام قد أحكمه الداهية كعب١ فقد ذكر الحافظ أبن حجر في الفتح أن الدرامي روى عن كعب في صفة النبي في التوراة قال: في السطر الأول محمد رسول الله عبده المختار مولده مكة ومهاجره طيبة وملكه بالشام. وقد بحثنا عن السطر الثاني من هذه الأسطورة أو الخرافة حتى وجدناه في سنن الدرامي كذلك، ومصدره الداهية الأكبر كعب، ووجدنا للسطر الأول تكملة لم يأت بها عبد الله بن سلام، فقد روى ذكوان عن كعب قال في السطر الأول: محمد رسول الله عبدي المختار لافظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام. وفي السطر الثاني: محمد رسول الله، أمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزل، ويكبرون على شرق رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأسها كناسة، ويأنزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل.
وهذا الكلام قد أورده أبن سعد في طبقاته عن أبن عباس في جواب لكعب، وذكره كذلك ممن عند نفسه أحد تلاميذ كعب: عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه البخاري عندما سئل عن صفة النبي في التوراة.
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال: مكتوب في التوراة صفة النبي وعيسى أبن مريم يدفن معه!