وفي جمادى الآخرة عن نحو التسعين قاض المالكية بالديار المصرية الجمال أبو المحاسن يوسف بن خالد بن نعيم الطائي البساطي، مصروفا، وكان فيما قاله، وكان فيما قاله العيني: عارفاً بصنعة القضاء غير مشكور فيه، ولا متقدم في مذهبه وغيره. وفي المحرم فجأة الشيخ خليفة الغربي ثم الأزهري، وفي جمادى الآخرة الشريف أمير مكة حسن بن عجلان بن رميثة الحسنى. وفي رمضان الأتابك قجق الشعباني الظاهري، ونزل السلطان فصلى عليه، وكان متواضعا حليما لينا، خائفا على دينه، قاله العيني. واستقر بعده يشبك الساقي الأعرج. وعلبياي بن خليل أبن الغادر قتلا على يد نائب حلب جار قطلو).
ومثال آخر لتفصيله في التراجم - قال في الكلام على حوادث سنة ١٧٤٨ - في سياق وفياتها (والكمال أبو الفضل جعفر بن تغلب الأدفوي الشافعي مصنف الإقناع في أحكام السماع والطالع السعيد في تاريخ الصعيد والبدر السافر في تحفة المسافر وجملة والماهر في فنون، مع فقه ونظم ونثر - في صفر بالقاهر عن نيف وستين سنة بعد رجوعه من الحج. اثني عليه الأسنوي وغيره وهو القائل:
إن الدروس بمصرنا في عصرنا ... طبعت على لغط وفرط عياط
ومباحث لا تنتهي لنهاية ... جدلاً ونقل ظاهر الأغلاط
ومدرس يبدي مباحث كلها ... نشأت عن التخطيط والأخلاط
ومحدث قد صار غاية علمه ... أجزاء ترويها عن الدمياطي
وفلانة تروي حديثا عاليا ... وفلان يروي ذاك عن أسباط
والعرق بين عزيزهم وعزيزهم ... وافصح عن الخياط والحناط
والفاضل التحرير فيهم دأبه ... قول أرطاليس أو بقراط
وعلوم دين الله عادت جهرة ... هذا زمان فيه طي بساطي
ولى زماني وانقضت أوقاته ... وذهابه من جملة الأشراط
ودفن بمقبرة الصوفية)
وقد يستعمل المؤلف السجع في بعض الأحيان كقوله في حوادث سنة ٨٢١ - لؤلؤ الطواشي، كاشف الوجه القبلي - وكان من الحمقى المغفلين، والظلمة الفاتكين، في صورة الناسكين.) وقوله في حوادث سنة ٨٧١ وفي جمادى الأولى على بن رمضان، الأسملى،