أبوه القاهري مكاس جدة - ممن ظلم وعسف، وفسق فما كف. وله دار بحارة برجوان كانت مجمعا لمحنه، وأخذ مسجدا كان بجانبها فأذهب هيئته وعمله مدرسة).
والمؤلف ينقل عن أبن كثير والمقريزي وأبن حجر وأبن دقمقاق والعيني وغيره - ولكن نقله عن هؤلاء وتعويله عليهم لا يعفيهم من النقد والتجريح - وقد يتجامل على بعضهم تحاملاً ظاهراً فلا تمر به مناسبة إلا ابتدرها، ولا هفوة إلا ذكرها، كما فعل مع برهان الدين إبراهيم البقاعي المتوفى سنة (٨٨٥هـ) ويكتفي بالغمز الخفي وبالتلميح بعبارة مجملة إن لم يجد موقعا مناسبا - فصارم الدين إبراهيم بن محمج بن دقماق الذي استفاد من كتابه (الجوهر الثمين في الخفاء والملوك والسلاطين) كما صرح بذلك في الكلام على سنة (٨٠٥) التي انتهى الكتاب بانتهائها، لا يجد المؤلف غضاضة في أن يصفه لما تكلم على وفاته سنة (٨٠٩) بأنه مؤرخ الديار المصرية ولكنه يتبع ذلك بقوله (وعليه معول كثيرين في التاريخ مع كونه عامي العبارة). وتقي الذين المفرزي الذي لم يكتشف بنقل كثير من عباراته بدون إشارة إلى ذلك - بل عمد إلى تذييل كتبه وتكميلها يقول عنه (وصنف فيه - يعني التاريخ - وطار اسمه به مع تميزه في غيره) وهذه العبارة المبهمة المجملة يوضحها ما ذكره السخارى في ترجمة المقريزي في (الضوء) من أن عثر على مسودات لكتابه (الخطط) لأحد العلماء المتقدمين - وهو قول يرده ما عرف من تحامل السخاوي على مؤرخي صره. والتحاسد بين المتعاصرين المشتركين في عمل أمر معروف. ويقول السخاوي حينما ساق ترجمة أبن تغري بردى سنة ٨٧٤ (المؤرخ الفريد في أبناء جنسه. وما عسى أن يصل إليه تركي مما مشتملا عليه يستكثر من مثله) أما موقفه مع السيوطي فما لا يحتاج إلى بيان. حتى شيخه الحافظ أبن حجر المتوفى سنة (٨٥٢) والذي أفرد ترجمته بمؤلف خاص - ولغ في الثناء عليه مبالغة جاوزت الحد، حدثني الأستاذ الشيخ سليمان بن حمدان نجد أن السخاوى هذا ألف في حقه كتابا سماه (العجر والبجر من أحوال أبن ججر).
أوصاف النسخة:
يقع هذا الجزء في ٥٩٢ صفحة - مقياس الصفحة ١٦ في ١٢ سنتيمترا - والمكتوب فيه منها ١٢ في ٩ سنتيمترا - تحتوي كل صفحة على ١٩ سطرا - تتراوح كلمات السطور