عدوا كريها، أو نسخة زريةز ولا نعتل في نفوسهم بذرة الأدب وهم بعد في سن الطراءة والشياب!
ولقد عمدت وزارة المعارف في السنوات الأخيرة إلى تخصيص كتب للقراءة. ولكنها لم تذهب بتلك البلاغة الملعونة ولم تقتصد في تاريخ الأدب الممل. . . . ثم - في الغالب - لم تكن موفقة في اختيار كتب القراءة المناسبة لكل سن وطاقة. . . لقد دخلت المحسوبية في اختيار الكتب. المحسوبية البغيضة التي لم يكن يفوت الطلاب أن يدركوها في معظم الأحيان
كان الطلاب يعرفون أن هذا الكتاب الذي قررت عليهم قراءته، إنما قرر لأن صاحبه صديق للوزير، أو نصير لعهد الوزير، أو موظف في مكتب الوزير. . .!
كانوا يشعرون أن هذا الكتاب ضريبة مفروضة عليهم ليصل إلى جيب صاحبه بضع مئات أو بضعة ألوف من الجنيهات، وهذا الشعور وحده كفيل بأن يفسد في نفوسهم كل معنى للقراءة، وكل قيمة الكتاب، بل كل شعور بجدية هذه القراءة وجدواها! وبأن يجعل منهم أعداء لقراءة التي تحمل هذا الظلم الحقير!
فلما شاءت الوزارة أن تبدو نزيهة حذفت هذه الكتب حذفا باتا؛ فكانت نزاهتها أشد إيذاء من محسوبيتها. وباء الأدب بالخسارة في الحالين!
فأما الكتب المدرسية فطريقة تأليفها وحدها كفيلة بتنفير أي راغب في الكتاب. . إنني ما أمسكت بكتاب مدرسي حتى وأنا في هذه السن إلا أجفلت وخشيت أن تكتب على الردة إلى عهد التلمذة، فيحكم علي بقراءة هذه الكتب والعياذ بالله!
التفكك، والغثاثة، وفساد الذوق، وسطحية التصور، وجفاف التعبير. . تلك خصائص الكتاب المقرر في وزارة المعارف، وبخاصة في مقررات اللغة العربية المنكوبة باللجان الرسمية، واحتكار التأليف!
ولو ترك الأمر لكل مدرسة أن تقرر الكتب التي تراها كفيلة بخدمة المنهج المقرر والوفاء به، لا نفسح المجال للتجديد والتنويع. ولكن احتكار تقرير الكتب لوزارة المعارف حيث لا تقرر إلا كتب معينة، يعرف أصحابها أقصر الطرق للتفاهم مع المسؤولين! هذا الاحتكار هو الأداة التي تقتل الوزارة بها الأدب في ماضي الطلاب ومستقبلهم، وتوقع بينهم وبين