وأما طرق التدريس فهي آفة الآفات. . إنها هي التلبية الطبيعية لطريقة الامتحانات في المدرسة المصرية، تلك الطريقة التي لا تتطلب إلا تعاطي العلم في صورة (برشامة) مركزة، تفرغ في ورقة الإجابة، فيتم المراد
ومن هنا تنتشر تلك الملخصات العجيبة التي لا نظير لها في مدارس العالم. فالمفروض في الدراسة أن تدرب الطالب على الانتفاع بالمصادر والمراجع، وعلى أن يحصل لنفسه من المطولات
أما طريقة التدريس المصرية فتهدف أول ما تهدف إلى أن يفقد الطالب قدرته الاستقلالية! وأن يعتمد على المدرس كل الاعتماد، والمدرس يعتمد على الكتاب المقرر - لا على مراجع أوسع - ويجمع للطلبة خلاصات صغيرة تعينهم على المرور في الامتحان، أو يقوم بعضهم يعمل ملخصات تغني حتى المدرس عن الرجوع إلى الكتاب المقرر!
لماذا؟ لأن الامتحان هو الامتحان!
ولما قيل لوزارة المعارف: إن طريقة امتحاناتك تؤدي إلى هذه الكارثة. قالت: وهو كذلك. وإذن فسنلغي الامتحان!
إن العيب ليس في الامتحان ذاته يا وزارة المعارف، إنما هو في طريقة الامتحان. وما من شك أن أيسر الطرق هو الإلغاء الكامل؛ ولكن هذا الإلغاء ليس هو العلاج الفني الذي يدل على أن الأمر يتولاه من لهم إلمام بهذه الأمور!
أن العلاج هو أن يوجه الامتحان إلى اختبار مجموعة قوى الطالب ودراساته، وأن يوجه الطالب إلى الاعتماد على المراجع المطولة في المادة لا على الكتاب المقرر ولا على الملخصات.
وإلغاء الكتاب المقرر، وترك الدراسة حرة في عدة كتب مختارة في كل مادة هو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه
وأخيرا يجيء دور المكتبة، وهو الدور الذي ليس له وجود! إن مكتبة المدرسة مخزن مخلق، تبعث إليه وزارة المعارف بين الحين والحين بطائفة من الكتب التي يعرف أصحابها أقصى الطرق لمن يقررون كتب المكتبات في وزارة المعارف في جو غريب