هذه المعلومات القيمة، ولكانت معرفتنا لهذا القرن المتأخر ضئيلة زهيدة
ولنترك الشيخ البكري الآن يصف لنا رحلته الرومية الثانية:
مقدمة الرحلة
يقول الشيخ:(وبعد قد أيقظ الحق جل وعلا وتبارك وتعالى، لحظ فؤاد ملاحظ في حبه يتغالى، وكان جال في ميدان الغفلة مجالا يسرح في أكنافه ويحوم، فحرك منه الساكن والجزء الراكن، لهذه الأماكن، ودعاه فلباه إلى ديار الروم (أي الترك) وهناك اشتد محلول العزم، وامتد قصير الحزم، واعتد القلب بعدة الحزم، لما آن للمقعد أن يقوم، وذلك في أوائل عام (١١٤٨ هـ) - (١٧٢٥م)، ما برف عبير عنبر خيشوم)
وكان الشيخ قد رحل إليها سنة (١١٣٥ هـ - ١٧٢٢ م) ودون ذلك في كتاب موسوم (بتفريق الهموم وتغريق الغموم. في الرحلة إلى بلاد الروم وأنشأ في هذه الحظرة رسالة سماها (العرائس القدسية. المفصحة عن الدسائس النفسية) وكان الواسطة في كتابتها العلم المفرد السيد محمد التافلاني (مفتي الديار القدسية)
ولما فارق بلاد الروم توجه إلى جهة العراق ودون رحلته إليها في ما سماه (كشط الصدأ وغسل ألوان. في زيارة العراق وما والاها من البلدان) ووصل البصرة وعاد فأقام في حلب نصف عام، وتوجه منها إلى دمشق وأقام فيها بعض أيام، ثم قصد زيارة القدس عن طريق جبل لبنان وكتب رحلته (أردان حلة الإحسان. في الرحلة إلى جبل لبنان)
وفي سنة (١١٤٥ هـ) توجه إلى الحج وكتب رحلته (الحلة الرضوانية الإنجازية الدانية. في الرحلة الإحسانية الحجازية الثانية) وأما رحلته الأولى للحجاز فأسماها (الحلة الحقيقية لا المجازية. في الرحلة الحجازية)
ولما عزم على التوجه إلى البلاد الرومية، كتب كتابا إلى السيد محمد نجل السيد أحمد، وقصد في هذه الأثناء غب عشر المحرم التوجه إلى الزيارة العليلية كعادته ومنها إلى نابلس فدمشق فديار الروم، وقد أسمى هذه الرحلة (النحلة الفانية بها رسوم الهموم والغموم. في الرحلة الثانية القدوم لديار الروم)
قال الشيخ:(لما كان يوم الاثنين الرابع عشر من محرم الحرام عام (١١٤٨ هـ) توجه كبير الآثام كبير الإجرام بعد ما ودعنا أولاداً أكباداً وخلاناً، وكان هم فرقة الأولاد عم