للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأشهاد وإعلاناً للناس بها، وحولها المحتسب ووكيل بيت المال. . ثم وزعت على الفقراء وأهدى منها إلى الأصدقاء

الشاعر: ألا قاتل الله حب الظهور! فهم يكلف المرء ما لا يطيق، وإذا كانت للسلطان نفس بره ويد رحيمة محسنة، فلماذا قطع منذ أمد (جوامك) (رواتب) كثير من الأيتام والنساء والصبية المستحقين، الذين تعودوا أن يستعينوا بها، ورتبها لهم الملوك السابقون.؟

الشيخ: يا لك من خبيث ماكر، لا تنفق عنده يد، ولا تصلح لديه معذرة! لقد كانت خزائن السلطان أول أمره خاوية، وكان في حاجة قصوى إلى المال. فكان لا بد له من الاقتصاد في الإنفاق. فلما امتلأت يده وأخصبت خزائنه أعاد سيرة المحسنين من الملوك، وعهد البررة من السلاطين

ومع ذلك! ألم يأمر بإبطال النادبات النائحات في المآتم، والذين يدقون الدفوف خلف الموتى. . . ألا تذكر حينما تفشى الوباء في القاهرة، وفتك بالناس فتكه الذريع، كيف قام القاهريون يندبون موتاهم، وامتلأت حارات المدينة وأزقتها نواحاً وعويلاً كأنما اشتعلت النيران في ربوعها

ألم يأمر السلطان بتحريم شرب الخمر وكسر جرارها ومصادرتها في بيوتها وضبط بائعيها والضرب على يد تجارها، وأمر بكبس بيوت الحشيشة وإحراقها، وإقفال دور (البوزة) وإراقتها

ماذا تريد يا شهاب الدين أن يفعل السلاطين؟ لعل في إراقة الخور وكبس الحشيشة ما يؤلمك ويضنيك؟ ولهذا فشانت ساخط

الشاعر: أنه لا يؤلمني ذلك ولا يضنيني إلا بمقدار ما آلم وأضنى سلفنا الزجال الشاعر الأديب إبراهيم المعمار. . . . فقد قيل أن سلطان عصره الملك الأشرف شعبان بن حسين، حفيد قلاوون، حرم الخمر والحشيشة وأهدر كرامتهما. . . فقال المعمار في ذلك هذه المواليا الفكاهية:

يا من على الخمر أنكر غاية النكران ... لا تمنع القس يملا الدن والمطران

وأمر بباع الحشيشة تكتسب أجران ... وتغتنم دعوة المسطول والسكران

الشيخ: قاتله الله وقبحه من شاعر زجال. . . هكذا أنتم يا معشر المتشاعرين. . . لا يلذ لكم

<<  <  ج:
ص:  >  >>