والرياء الاجتماعي، والنفاق الرخيص الخسيس، والشعور بالحقارة، إنما هي العار الذي قد التصق بجيل العبيد الحاضر، فراح الناس في غمرتها يسمون الأسماء بغير مسمياتها، ويسيرون في ركاب الباطل، ولكن بعض النفوس الأبية في بعض شباب هذا الجيل قد تمردت على هذا الهوان، ولم تسر وراء القطيع في طريق الاستعباد.
والمعجزة التي تنتظر حدوثها الأرواح الخاملة، لترفع مجتمعنا من الهوان الذي تردى فيه، لن تحدث أبدا، ذلك لأن زمن المعجزات قد سار في ركاب الأنبياء. وتوارى في ظلام الزم البعيد. والمعجزة إنما يجب أن ينبثق نورها من إيماننا العميق بالإصلاح الاجتماعي العاجل، ذلك الإصلاح الذي يملأ المعد الجائعة بالخبز، والأدمغة الفارغة بالعلم الصحيح، والنفوس المستغربة الحقيرة الخاملة بالرجولة، وبمعاني الكرامةالقومية والعزة الإسلامية، فتبادر إلى العمل المنتج، وتشيح بوجهها عن التبجح الرخيص بعظام الأبطال من البائدين، ونحن في حقارة القرود بين الأمم المتمدنة.
إن الوطنية المدركة، تتطلب من أفراد الأمة أن يجدوا الحلول العملية لهذه المشاكل، وكل تقاعس عن ذلك، يدفعنا موثقين بها، في تيارات دولية عنيفة، تتربص وتضمر لنا الشر والحقد الدفين.
يجب أن تنتقل ملكية الأرض إلى الفلاحين، وأن تقام لهم المساكن التي تليق بكرامة الإنسان، وأن تكون العناية بصحتهم، وغذائهم، وتعليمهم، شغل القلوب المخلصة الشاغل التي تستطيع - حتى يتساوى الجميع في عدالة اجتماعية - أن تكفل الطمأنينة لكل مواطن في حدود التبعات والواجبات.
والأمة حين تفكر جديا، في حل هذه المشاكل، لا تبصر غير مصلحة الوطن العليا.
ولقد اقترح مؤلف الكتاب حلولا سليمة لكثير من المشاكل التي أثارها، لو أخذنا بها لجعلت الريف جنة وارفة، وجعلته مصدر قوة رهيبة يحسب لها الأجنبي حسابا يحطم أعصابه ويبتعد عنها إلى حيث ذهبت أم قشعم.
ومشروع (الدجيلة) العظيم الذي أتاح الاستقرار لآلاف من الفلاحين في العراق على أرض يملكونها، وبرعن الفلاحون باستتباب الأمن، وخلودهم إلى الاستقرار في بيوت صحية على