وأين نحن العبيد ... مما وراء الستار
ومن تخطى الحدود ... يلقى به في النار
(النار ذات الوقود) ... يا رب يا ستار!
ربان بحر الوجود ... أدرى بموج البحار
فاستسلموا للوعود ... وامضوا مع التيار
هات اسقني يا صاح ... كأس الهوى الفضاح
سكران لكن فؤادي ... مما يعانيه صاح
يا ليل هل من مداو ... يا ليل، يشفي جراحي؟
لم يجد فيك اصطباري ... وليس يجدي نواحي
يا هل ترى لي صياح ... أم ليس لي من صباح
إنه مطلق غناء. لا تربط بينه قافية واحدة، ولا تربط بينه فكرة جامدة. إنما تربط بينه تلك النغمة المنسابة. نغمة الروح الحزين. العابث. المتطلع. الأليف. الوديع. روح الفراشة البضاء والعصفور والراقص المزقزق الصداح!
ومن هذا اللون والجو قصيدته: من الأعماق:
يا ليل هل ترثي لواجد؟ ... يا ليل أنت علي شاهد
أشكو الوسائد للمرا ... قد، والمراقد للوسائد
وجد أقض مضاجعي ... هيهات ينجو منه واجد
بيني وبين هواي أب ... عاد نضل بها المراصد
(عيسى) أخوك (محمد) ... وكلا كما: تبان وشائد
ما للنصارى في كنا ... ئس والحنائف في مساجد!
ما للرواشد ما لهم ... لا يصهرون مع الرواشد!
أو ليس آدم واحدا ... أوليس دين الله واحد
لم لا يكون الحب وه ... والأصل رائد كل رائد
من فك بين عرى القلو ... ب وشد من العقائد؟
ومن الذي خلى القوا ... رح لعبة بيد الولائد؟