للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأستاذ العقاد قريبا؟ ودم لأخيك:

عبد القادر رشيد الناصري

بغداد

أجل يا صديقي. سأدل بما أراه لا فيما قال به أديبنا الكبير فحسب، بل كذلك فيما ارتأيته أنت، وسأخالفك في بعضه، وقد خالفتك من قبل في بيت للدكتور إبراهيم ناجي، وأكبر الظن أنك أوسعت صدرك لتلك المخالفة، واكبر الظن أيضا - كما يعبر عميدنا الدكتور طه حسين باشا - أنك موسع صدرك للمرة الثانية في هذه المخالفة الجديدة أصدر العقاد كتاب (خلاصة اليومية) من نحو ثلاثين سنة، ولعله أول كتاب ظهر له. وقد درس بعد ذلك ابن الرومي وأبن أبي ربيعة وابن برد وغيرهم من شعراء العربية دراسة دقيقة مستقصية ولا بد أن قد تبين له من تلك الدراسات أن ما أودعه ابن حمديس اللغة العربية من المعاني لا يعد شيئا بجانب ما ضمنه إياها شاعر كابن الرومي مثلا

وقد كان ابن حمديس مجهولا لاحقا في ذلك القوت، وقد التفت إليه الأدباء بعد ذلكن وإن كانت هذه التفاتات يسيرة، واذكر أننا سمعنا محضرة قيمة عن هـ الشاعر الرقيق من الأستاذ السباعي بيومي بك، ألقاها سنة ١٩٤٣ في ناد بالخرطوم، وكنت هناك في ذلك الوقت وديوان ابن حمديس غير متداول في مصر، ولم أر له غير نسخة واحدة بدار الكتب المصرية، طبعها ونشرها أحد المستشرقين. ولابن حمديس بيت سائر معجب هو:

أواه إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم

وهذا يدل على أن الشاعر اصبح معروفا، وإن لم ينل بعد حقه من التعريف به ودراسته ونشر شعره

وأنا أوافقك يا صديقي على أن ابن حمديس لا يبلغ شأو من ذكرت من الشعراء، عدا ابن هانئ الأندلسي على رغم ما يقولونه من أنه (متنبي الغرب) ولا أتحرج من المصارحة بأني لا أجد مصداق كل ما يقولون في شعراء الغرب العربي وفي أشعارهم. ولا أرى العربية ظفرت في عصورها المختلفة بأمتع وأبدع من شعراء بغداد في عهد العباس، وليقل من ياء في جمال الطبيعة وتأثير البيئة الطبيعية ما يقول

<<  <  ج:
ص:  >  >>