للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي كان يخاطب به الخطيب خطيبته. . ولا تلك اللهفة التي كانت تبين في صوته وهو يقول لي: - أريد أن أطمئن يا سيدي

كانت قولته هذه التي انبجس منها الشعور الحلو دافقا جياشا. . هي كل ما قاله لي. . وزايل الغرفة وتلبث خارجها ينتظر الكلمة التي تنفرج عنها شفتاي. تلبث ينتظر حكمي بالحياة أو الموت على فتاته. . وكان في الغرفة أن قصت علي قصتها عندما ظهر التضخم في صدرها حسبته بادئ الأمر دملا. . ولم يجد العلاج الذي استطبت به. . وراح ما حدسته دملا يكب. . ويكبر وغاضت الابتسامة من وجهها. وبدأ التفكير العميق يستغرقها والهواجس تستبد بها!. لاحظ الفتى أن فتاته غدت موزعة النفس مشتركة الذهن! وأخته حيرة مضنية وراح يلحف في سؤالها عن السر في سهومها المطرق. وكان جوابها عن كل الأسئلة التي ألقاها عليها هو قولها:

- ليس بي شيء! أية صدمة أصابته. . وأي حزن كاد يطيح بصوابه عندما أطلعته آخر الأمر على ما استسر طويلا في صدرها من الوساوس!

وبدا له أن يعرضها على طبيب. . وأشار الطبيب بأن يجري لها سريعا جراحة استئصال التضخم وأجريت الجراحة: واختفى المرض. . وتوارت آثاره البغيضة وكان من الممكن أن تعود الابتسامة إلى مكانها من شفتي الخطيبين وأن يمضيا في مشروع زواجهما الذي عطله المرض! ولكنهما كانا في خوف متصل من أوبته! كانت تمر بهما الساعات الطوال وهما مستغرقان في إطراقة الصمت وينتبهان إلى نفسيهما فيجد كل منهما أنه أمام صاحبه. . وتجري على شفاههما ابتسامة حزينة. . كانا يدركان أن ماردا جبارا يهدد سعادتهما!.

. . ودرجت الأيام. . ولم يظهر أثر ما لعودة المرض وقال الحبيب لحبيبته وفي قلبه ابتسامة كبيرة: - سنتزوج! أجابته وهي لا تتمالك نفسها من السعادة قائلة: - نعم سنتزوج.!

وطافا بصالات الأثاث. . واقتنيا أثاث غرفات أربع. وحددا يوم الزفاف. . وجرى كل شيء على ما يشتهيان عندما أحست الفتاة فجأة بتغييرات في مساحة الجراحة، بدأت تظهر فيها بثور شائهة راحت تكبر على الأيام. . كل يوم كانت تطالعها بوجه أكثر باعة ودمامة من اليوم السابق! لقد آب المرض الكريه. . ولكنها لم تستطع أن تنبئ فتاها بأويته. . إنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>