للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو الكف فهذا الاضطراب لا يرجع إلى التوتر ولا الى نقص عصبي أو نفسي وإنما يرجع إلى اضطرابات ديناميكية متقابلة. فآراء فرويد مركزة حول فكرة إيجابية هي الصراع بينما آراء (جانيه) تدور حول فكرة سالبة هي النقص

وثمت فكرة اخرى فسرها (فرويد) وهي الاعراض الجسمية الهستيرية كانحباس الصوت او الرجفة او الشلل. وقد اطلق عليها اسم (الهستيريا التحولية) فهذه ليست الا الطاقة المؤثرة المكبوتة المتجمعة في اللاشعور. ولكن كيف يمكن لهذه الطاقة ان تتحول الى اعراض جسمية؟ يجيب (فرويد) بان العرض الهستيري مثله كمثل الحلم. فهو يدل على رغبة مكبوتة يجب الا تظل كذلك لانها ما دامت هي مدفونة في اللاشعور فانها لنتكف عن التعبيرعن نفسها بواسطة اعراض شديدة الاختلاف انه لا يكفي استبعاد الاعراض لان مثل ذلك كمثل من يقطع الاعشاب السطحية ويبقى على الجذور. فالمصابون بالاعراض الهستيرية لم ينتهوا بعد من الموقف المؤلم او الصدمة التي لحقت بهم، انهم يظلون متعلقين بالموقف الماضي ويصبحون غرباء عن الحاضر والمستقبل. ثم يختفي ذلك الموقف في طيات النسيان ويصبح لا شعوريا ويحل محله الاعراض الهستيرية التي ما هي الا الصراع فيصور، مختلفة. ولا يحدث ذلك من صدمة واحدة وانما بعد معاناة عدة صدمات. وهو يعني بالصدمة كا ما يجلب استثارة في الحياة النفسية تبلغ حدا من العنف بحيث يصبح قمعها او التسامي بها امرا مستحيلا بواسطة الطرق العادية. فتلك هي العلة الحقيقية لنشوء المتاعب الهستيرية.

وقد اشار (فرويد) الى نقطة هامة وهي ان كل عرض هستيري يكشف بوجه عام عن مجموعة من التأثيرات حدثت في حياة المريض فيما مضى ويؤكد انه نسبها تماما. وقد ترجع هذه التأثيرات الى السنين الاولى من الحياة. . ولذلك فان (فرويد) ينظر الى حياة الفرد كتيار متصل تترابط فيه الميول والرغبات. وهو يعتقد ان خلق الشخص يتكون قبل نهاية الخمس سنوات الاولى من العمر، ونحن اذا انكرنا ذلك فانما نعلن جهلنا بالعمليات العقلية لمرحلة الطفولة ومالها من تأثير لا شعوري. كذلك قد يرجع ذلك الانكار الى نسيانها لهذه الفترة من الحياة، ذلك النيسان الذي يحتاج الى تفسير لانه ليس عملية فسيولوجية طبيعية في نظر (فرويد).

<<  <  ج:
ص:  >  >>