على حومل والدخول، ثم سليتها ومنيتها ليذهب الحزن عنها، بان بعض الحجر من غير شك منها، فدخلته والتزمت البيت التزاما، ووقفت تحت الميزاب اجرى الدموع انسجاما.
(وقد اردت العمرة؛ فمنعتنى من الذنوب الغمرة، وتوجهت مع صويحب لي لزيارة سيد سمي جعفرا، فرايت صدرا رحيبا ودرا مصيبا، ولم اجتمع بالشيخ محمد عقيلة، الدرة العقيلة، لان الاجتماع العيني الجسمي، تابع للتعارف الغيمي العلمي الاسمي، والسيد جعفر المذكور، له قدم صدق مذكور مشكور. وقد بشر بحصول الالطاف وحباني بعد ان حيانى بعد عطفه، ودعا دعاء يملا الاناء، وودعته منصرفا، وبفضله معترفا ومنه مغترفا).
(وفي ثاني يوم ودعنا البيت الشريف المحمود، ونزلنا مع رفاقنا الكرام (في الشيخ محمود) ولما طفت طواف الوداع، طفت الدموع ولها على الخدود اندفاع. وقلت:
طفت الدموع على الخدود سراعا ... لما فتحت من الوداع شراعا الخ
(ولما مللت تلك الديار المبرقة التي شموسها مشرقة، وطوسها حارقة للنفوس وللحجب خارقة، بادرت الى الزيارة الجامعة لكل بارقة، اللامعة اضواؤها بكل طارقة، وعند الوصول الى الوصول المأمول في السابقة والاحقة، جرت خيول سيول دموع دافقة.
ولما سكن القلب انشد:
سكن الفؤاد فعش هنيا يا جسد ... هذا النعيم هو المقيم الى الابد الخ
وفي ثاني يوم، عمت في بحر الزيازة البقيعية أي عوم؛ وبت في الليلة الثالثة من القدوم في الحرم.
الامير يعمل مولدا وبفرق الدنانير:
وكان الامير (أي امير الحاج رجب باشا) عمل مولدا بين العشائين، وبت في الخدم دنانير الكرم.
وكان يتردد على احيانا صديقنا الواعي، سيما عند الطواف
بالبيت الجميل المساعي، الشيخ محمد البقاعي، حباه الله
البواعث والدواعي؛ فقلت في سرى ولم يشعر بما فيه زرى،
مخاطبا السيد الاعظم ذى الكوكب الدرى، يا سيدي ان كان