(ومنها في الصباح، عمدنا المزيديب للاصطباح، ولما قبيل الظهر إليه وصلنا، وعلى الهموم والأكدار صلنا، رأيت حجا موفورا، وجمعا موقورا، وأول من تلقانا، وأكرم بالتأهيل مثوانا، صديقنا المعجون المعروك في أواني السلوك إلى ملك الملوك الشيخ يوسف المملوك، المنظوم المحبوك، في سلك أهل اليقين لا الشكوك، وهذا الذي صدق فيه، قول النبيه بملء فيه:
وإذا العناية ساعدت عبد الشرا ... نفذت على ساداته أحكامه
وأنزلنا في خيامه، وقابلنا بإكرامه، وجاءنا بعد أن استقر بنا المقام في فسيح الخيام، الصديق الرفيق والخطيب الإمام، الشيخ نور الله الجامعي وولده الأخ في الله الشيخ عبد الحق المراعي، فسلما سلاما التزام، واشتياق ينبئ عن أوام، ورأيت في مزاج ولده كثير فتور، فقلنا يزول بمعونة الغفور النور
اجتماع الشيخ البكري بالوزير عبد الله باشا:
(واجتمعنا بواسطة الصديق الأمجد، محمد أفندي مكي المفرد، بالوزير عبد الله باشا، منحه الله انبساطا وانتعاشا.
(وجاءني محب أهل الصلاح، الشيخ محمد صلاح، وهو ممن يسلم للطائفة العلية الملية الأقداح، لما له لائح الحق الصراع لاح، سيما الأكبر فقدألقى لدى شطه المراسي وأرمى السلاح، ومعه الباب من الفتح الملكي المملوء الأقداح، بالكلام على الأسماء الإلهية المجلوة الألواح، وطلب أن يسمعه الفقير في كل نزل حضره أو أكثر تغنى عن الراح، ولم يزل إلى أن ختمه في العود الجليل فارتاح.
في الطريق إلى المدينة المنورة:
وتوجهنا نقطع المراحل الحجازيه، المسماة في الحلة الحقيقية لا المجازية في الرحلة الحجازية، إلى أن وصلنا (العلا) بحول طول من جلا وعلا. وبتنا ثاني ليلة على نية الإقامة، وكانت للأخ الشيخ عبد الحق كرامة، فانه انتقل ثلث الليل الأول، إلى جور الكريم الرحيم الأول، وصبر والده وصبر مجاد، ودفناه قرب الجبل في تلك المهاد. رحمة الّله.