للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لتبدأ الحياة سيرها في دروب النفس ومسارب الشعور، ولا بأس من أن تغمض عينيك فان الصور قد انطبعت على صفحة الفكر والخيال!)

هذه الكلمات التي كتبتها يوما عن فن توفيق الحكيم في أمسه الغابر، هي التصوير الصادق (للواقعية الأولى) التي قلت عنها نقل مباشر لصور الحياة وطبائع الأحياء. . ترى هل تفهم منها أنني أعني (النقل الفوتوغرافي) كما اجترأ الأديب العراقي وألصق بي هذا الاتهام؟! إنني يوم أن كتبت عن (الواقعية الأولى) وقلت عنها ما قلت، لم أشأ أن أكتب (مذكرة تفسيرية) لكلمة (النقل المباشر) كما يفعل رجال القانون، لأن مقالاتي السابقة حول هذا المعنى على صفحات الرسالة كانت تعفيني من الشرح وتغنى القراء عن التفسير! ترى هل يحتاج الأديب العراقي إلى نموذج آخر مما كتبته من قبل في هذا المجال؟ لا بأس من تقديم هذا النموذج الآخر على سبيل المثال:

لقد كتب إلي يوماً أديب من حضرموت ليعرض على موضوع قصة أخرجها أحد الأدباء هناك، كتب يقول في ختام كلمته (هذه صورة تقريبية لفصول القصة، وحيث تنتهي تبدأ قضية النزاع والاختلاف، فيرى البعض أن تتلاحق فصول القصة كمأساة حتى الشوطالأخير، بينما يرى البعض الآخر ومنهم المؤلف أن الله وهو أعدل العادلين لن يجعل لمثل هذه (المأساة) صورة ما، في عالم تجري حوادثه على قوانين طبيعية عادلة. . هذه هي نقطة الخلاف عرضناها عليكم بكل أمانة راجين أن ترشدونا برأيكم)!

وقلت معقباً على القضية المعروضة علي في انتظار الجواب (أود أن أقول للأدب الحضرمي إن هذا الجدل الذي دار بين جماعة من أصدقائه جدل غريب. ومصدر الغرابة فيه أصحاب الرأي الأول يريدون أن يطبعوا موضوع القصة بطباع المأساة، وأن أصحاب الرأي الأول يريدون أن يطبعوا موضوع القصة بطباع المأساة، وأن أصحاب الرأي الثاني يريدون أن يخضعوا الموضوع لعدالة الله. . وكلا الرأيين بعيد عن جوهر الفن القصصي لأنه يمثل منطق القائلين به أكثر مما يمثل منطق الوقائع الطبيعية!

جوهر الفن هو أن نستوحي الحياة وحدها عندما نريد أن نخلق عملا من الأعمال الفنية، والقصة كعمل من هذه الأعمال لابد أن تخضع لمجرى الحياة في صورتها الواقعية التي لا تنكرها العين ولا يرفضها العقل، فالحياة التي صورتها الواقعية التي لا تنكرها العين ولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>