(التحكيم مبدأ نص عليه ميثاق الأمم المتحدة (الذي وقعت عليه الهند) فهل هذا المبدأ مخالف لمبادئ الدستور الذي تضعه الهند الآن لكشمير؟ وأي نوع من الدساتير هذا الذي لا يقبل مبدأ حق الشعب في اختيار مصيره).
مرت هذه المراحل كلها وقوات الباكستان والمتطوعين المسلمين ترابط على الحدود وتشاهد بعينها هذا التحدي الهندي العنيد. واعتصمت قوات الباكستانية بالصبر في ظروف الصبر فيها مر ثقيل. وحين اشتكت الهند إلى مجلس الأمن مؤخرا من أن دوريات باكستانية نظامية ومتطوعة قد اعتدت على المراكز العسكرية الهندية، أجاب رئيس الوفد الباكستاني هنا في هيئة الأمم بتقديم مذكرة تحتوي على ٤٩٢ حادثة اعتداء قامت بها القوات الهندية في الأشهر الأخيرة.
والرأي العام العالمي حساس جدا لهذا التوتر الخطير في قضية كشمير. فبالإضافة إلى أن حياة الباكستان الزراعية مرتبطة بالأنهار الثلاثة الكبرى التي تنبع في كشمير وتمتد إلى شعاب الباكستان - بالإضافة إلى هذه الأسباب فأن الأوساط الدولية تعتبر أن في مشكلة كشمير قسطا كبيرا من الخطورة بعرض السلم الآسيوي لمثل ما أولدته الحرب الكورية من ذيول.
فهذه الولاية الإسلامية تحدها من الشمال ثلاث مناطق شيوعية هي روسيا الأسيوية والتبت والصين الشيوعية. فإذا اندلعت في كشمير حرب فان هذه المنطقة الإسلامية ستصاب بمثل النكبة التي أصيبت بها الهند الصينية الفرنسية وبورما التي تسرب المفسدون إليه وخلطوا بين المبادئ القومية السليمة وبين صراع الشيوعية وخصومها من حلفاء الغرب.
وهذا وضع يدفع كال من يهمه مصلحة الثقافة الإسلامية والتضامن الإسلامي والاستقرار الآسيوي والعدالة والأنصاف أن يساهم بدفع الأذى ونصرة الحق قبل أن تدهم الكارثة.
ولقد اقترحت مجلة الإيكونمست البريطانية الواسعة النفوذ فكرة لها وزنها حين علقت (في عدد ١٦ يوليو ١٩٥١) على الموقف في كشمير قائلة:
(تقوم الهند بتنفيذ سياستها في كشمير على أساس الأمر الواقع خطوة خطوة. . . ومناورات الهند الآن ترمي إلى أن قضية كشمير أمر مفروغ منه، وترفض فكرة تدعو إليه هيئة الأمم المتحدة التي كانت الهند أول من رفع قضية كشمير إليه.