للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جغرافية البلاد العربية:

ذكرت من قبل في توصيات اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، أن هذه اللجنة أوصت أن تخصص الجامعة جائزتين لتشجيع التأليف تمنحان سنويا، الأولى لأحسن كاتب عربي علمي أو أدبي يخدم فكرة تتصل بتحقيق أهداف الجامعة العربية العامة، والثانية لتكليف مؤلف عربي أو اكثر بوضع كتاب يستكمل وجها من أوجه النقص في مجال التأليف العربي المتصل بدراسة الحياة العربية وإنتاجهم الفكري وحضارتهم.

وقد جالت بخاطري ناحية من نواحي النقص في التأليف تنطبق عليها الفقرة الأخيرة التي تتضمن الجائزة الثانية، تلك هي (جغرافية البلاد العربية) التي لا توجه إليها العناية الكافية في التعليم عندنا، وهي أيضا مثل من أمثلة النقص في برامج التعليم الذي أشرت إليه في الموضوع السابق الذي وجهته إلى معالي وزير المعارف. وأذكر أن توصيات المؤتمر العربي الثقافي الأول تضمنت وجوب العناية بجغرافية البلاد العربية، ولكنا لا نزال نهمل هذه الناحية، أو نحن لا نوليها حقها في معاهدنا، وأقول في هذه المناسبة أن برنامج التعليم في مصر وفي سائر البلاد العربية لم تفتح أبوابها بعد لتوصيات المؤتمرات واللجان الثقافية، كما تبين ذلك من مناقشات المؤتمر الأخير، على رغم أن وزارات المعارف بالدول العربية تمثل فيها، وعلى رغم الخطب الطنانة الرنانة التي تلقى بها!

أليس من المخجل أن يطوف مدرس الجغرافية بتلاميذه العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا دون أن يعرج على البلاد العربية التي مصر جزء منها فيعرفهم على ما اتفقنا على تسميته (الوطن العربي الأكبر)؟ والى ذلك الإهمال المعيب في تعليم الجغرافية في معاهدنا يرجع جهلنا الفاضح بالبلاد العربية، وقد كان هذا الجهل مطبقا قبل أن تتناول الصحف المسائل العربية المختلفة التي أثيرت في السنوات الأخيرة. واذكر مثلا أن سلطان الحج زار مصر منذ سنين وكتبت عنه الصحف، ولم نكن نعلم قبل ذلك أين لحج هذه التي يزورنا سلطانها!

وبعد فليت الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية تبدأ بهذا الموضوع في تكليف من يؤلف للجائزة الثانية.

وأعتقد أن خير من يقوم بهذه المهمة الدكتور سليمان حزين بك المدر العام للثقافة بوزارة المعارف، وإن من وضع الأمور في مواضعها أن يسند إلى هذا الأستاذ الكبير الذي برع

<<  <  ج:
ص:  >  >>