عندي) ولكنه قال لها (لست تلميذاً). أنا الأستاذ (لونجفلو). فما كان من السيدة إلا أن قالت له وهي تفتح الباب على مصراعيه:(إذا كنت مؤلف (وراء البحار) فتفضل على الرحب والسعة) - (ووراء البحار) هو الكتاب الذي وضعه أثر رحلته الأولى إلى أوربا، ووصف فيه تلك السلسلة من الأسفار في بلدانها - وقادته السيدة إلى غرفة في الزاوية الشرقية في منزلها قائلة:(كانت هذه غرفة الجنرال وشنجطن ويمكنك أن تنزل فيها.) وبقيت تلك الغرفة مسكنه طوال السبع عشرة سنة التي قضاها في (هارفارد).
وفي سنة ١٨٤٢ قام برحلته الثالثة إلى القارة الأوربية. وبعد ذلك بسنة تزوج مرة ثانية وقضى ثماني عشرة سنة في هدوء بين أطفاله وعائلته وأصحابه والقصائد التي كان ينظمها تترى.
دعي الكاتب المعروف (ناثانيال هوثورن) مرة إلى الغداء على مائدة (لونجفلو) مع صديق للأول. ودار الحديث على الغداء حول قصة جرت وقائعها بين (نوفاسكوتيا) - وهي شبه جزيرة ملحقة بكندا - والولايات الأمريكية الشرقية. فقال صديق (هوثورن) مخاطباً (لونجفلو)(أنا أجرب أن أقنع (هوثورن) بكتابة قصة عن الحادثة، ولكنه لا يرى فيها فكرة لقصة).
فسأله (لونجفلو) أن يسرد على مسامعه تلك الحادثة عله يجد فيها المواد لقصيدة أو أنشودة.
ولخص له الصديق الحادث بقوله:(كانت مقاطعة (نوفاسكوتيا) التي كان يسميها الفرنسيون (أكادي) تنتقل من أيدي الفرنسيين إلى الإنجليز ثم يسترجعها الفرنسيون، وهكذا إلى سنة ١٧١٣، إذ انتقلت إلى الإنجليز بموجب معاهدة (أوترخت) وهي باقية تحت سلطتهم إلى يومنا هذا. وكان يغلب على سكانها الدم الفرنسي. فنشأت عداوة بين العنصرين الإنجليزي والفرنسي، أدت إلى منازعات ومناوشات دائمة. وتفاقمت الحال في شبه الجزيرة حتى أصبح من الصعب جداً على الحكومة تهدئتها، فاستنبطت حيلة لم تجد أنفع منها في تلك الأحوال، وهي نقل (الأكادييين) إلى جهات أخرى من أمريكا الشمالية حتى لا يتيسر لهم الاجتماع بالسكان الإنجليز. وكانت الطريقة الني نقل بواسطتها أولئك المساكين غاية في الغلظة والفظاظة. طلب الحاكم إلى جميع الرجال والفتيان الذين تزيد سنهم على العشر سنوات أن يجتمعوا في الكنيسة، لأنه سيذيع عليهم أوامر هامة من السلطة. واجتمع الرجال