للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفارغون.

ثانيا - بان الأوضاع المذكورة تفسد الخلق وتشيع الفساد في المجتمع والدولة وهذا طريق الانحلال الفردي والقومي ومضى المؤلف يدلل على هذا بالفتيان المرد والشيوخ المترهلين الذين تجبى إليهم ثمرات الكد والعرق والدماء من جهود الألوف الجياع الحفاة العراة فتنقسم الآمة إلى قسمين قسم يغري بماله في جانب، وقسم يتطلع بعوزة في جانب، وما شئت بعد ذلك من استهانة بالأخلاق والعادات استهانة فصلها المؤلف تفصيلا مؤلما، وبين ما يبني عليه من اختلال موازين العدالة الاجتماعية وقال (إنما هي الحمأة الآسنة يصب فيها الوحل والقذى ثم تتسع وتتسع حتى تحيل المجتمع كله إلى بركة من الوحل النتن تغوص فيها الضمائر والأخلاق وتغرق القوميات والأوطان).

ثالثا - بان الأوضاع الاجتماعية الحاضرة تقضي على تكافؤ الفرص وتقدم العدالة بين الجهد والجزاء وبذلك تشيع الحنق والاضطراب في نفوس الأفراد والجماعات، وتجعل المساواة أمام القانون خرافة - ومضى يدلل على هذا ويقول: إن الذين يعملون في هذا البلد هم الذين يجوعون. وإنما عني المؤلف بالأعمال الشريفة منها التي لا تدخل في قائمة السرقة والغش والاختلاس والتدليس والارتشاء واستغلال النفوذ وتجارة الرقيق الأبيض والخيانة الوطنية. . ومضى يقول: إليه النفوس متى فقدت الثقة في الخير والواجب والأمانة والضمير فقد فسد كل شيء وعم الإهمال والاستهتار وقد انتهينا إلى هذا والى ما هو أدهى منه. انتهينا إلى الشك المطلق في صلاحية الإدارة المصرية والى الترحم على أيام الاختلال وهذه كارثة الكوارث لان فيها كفر المواطن بوطنه وبشعبه وبنفسه. وتلك جريمة الاستثناآت والمحسوبيات.

رابعا - اتهام المؤلف للأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها تدفع الناس دفعا إلى الشيوعية وخصوصا ذلك الجيل الناشئ من الشبان الأبرياء، فالشيوعية أن هي ضمنت كفاية الملايين الكادحين من الخبز والكساء فإنها تسلبهم الحريات جميعا، ولكن هذه الحريات مسلوبة الآن بطبيعة ما نحن فيه فلا ضير على أولئك الملايين ولا يحسون انهم فقدوا شيئا كانوا يملكونه.

خامسا - يتهم المؤلف الأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها في جملها وتفصيلها مناقضة لروح

<<  <  ج:
ص:  >  >>