تقريظ للأدب والفن لا يراعي هذه الصلة بعد من قبيل الإهمال الذي لا يرضى عنه الأدب الحي. ولذلك فلا عذر لأندية الأدب والفن في أذربيجان وأرمينيا وأستونيا مثلاً أن تتجاهل هذه الحقيقة عندما تهاونت في انتقاء طائفة من المسرحيات والقصص والأوبرات الشعوبية التي ظهرت في الأسواق الأدبية هناك عزيزة آمنة.)
ويناصر هذا الأديب الروسي المعروف حملة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي على هذه (الشعوبية) في الأدب والفن، ولا يجد غرابة في أن تشن الصحافة الرسمية في روسيا حملتها على النقاد والحلقات الأدبية والفنية والعواصم والأقاليم. ويختار أديبنا هذا بالذات قصيدة للشاعر الأوكراني (سوسيدرا) عنوانها (أحب أوكرانيا) لاقت في مقاطعة أوكرانيا رواجاً وقبولاً حسناً. وأوكرانيا ولاية في روسيا الأوربية عرف أهلها بنزعتهم القومية المحلية وتعلقهم بها تعلقاً يعرفه كل مطلع على تاريخ الشعب الروسي.
وينتقد سوكوف حلقات الأدب في أوكرانيا لتركها هذه القصيدة تمر دون نقد يأخذ ببث الاعتبارات الإيديولوجية السوفييتية.
ثم يمضي سوكوف في استعراضه لاتجاهات الأدب السوفييتي الحديث فيقول (إنه وإن كان يحلو لنا أن نعترف بنجاح الأدباء والكتاب السوفييت نجاحاً لابد من الثناء عليه إلا أنه يجب علينا أن نعترف كذلك بأن الإنتاج الأدبي والفني في روسيا لم يصل بعد إلى الكمال ولم يستطع بعد أن يتكافأ مع عظمة النمو الصناعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي حققه عهد ستالين).
ويستشهد الكاتب بمأثرة للأديب الروسي الكبير (ماكسيم جوركي) فيقول (يطيب لنا - والحالة هذه - أن نستذكر نصيحة جوركي للأدباء الأحداث حين قال لهم: إذا كان للأدب أن يحقق ما عليه من مسؤولية للأمة فإن عليه أن يدرك الواجب الأساسي وينقذه في غير هوادة أو اعوجاج. هذا الواجب هو مراعاة الجد والدقة في دراسة صور الحياة الواقعية المعاصرة. حياة اليوم والساعة. وعلى الأدباء أن لا يقطعوا صلتهم بالحياة اليومية وأن يمعنوا في تصوير الحياة العاملة بأوسع معانيها في إطار الفن والإلهام.)
وقد تناولت كبرى مجلات الأدب الروسي (جتزيتا لترانوريا) هذه (الشعوبية) في بحوث عديدة بأقلام عدد من كبار الأدباء الروس كلها تنتقد موجة (الفن للفن وحده) التي تسربت