للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غير بعيد. . فجده الشيخ هاشم وهو من رجال القرن الثالث عشر الهجري أخذ الطريقة الخلوتية القادرية على الشيخ إبراهيم الدار عزاني ولازم زاويته، ثم لزم بعد وفاته ولده الشيخ محمد (وسلك على يديه؛ وصار يختلي معه الخلوة الأربعينية في كل سنة). وأبوه الحاج محمود الطباخ كان يختلف إلى الشيخ محمد الهلالي ابن الشيخ المتصوف الزاهد الشيخ إبراهيم الهلالي شيخ التكية الهلالية بحلب. وأخوه الشيخ محمد الطباخ لازم الزاوية الكيالية وشيخها إذ ذاك الشيخ حسن بن طه الكيالي (فأخذ عنه الطريقة الرفاعية، ولازمه ملازمة الظل لصاحبه. . وأخذ في مطالعة كتب السادة الصوفية، وطالعا عدة كتب في الزاوية المذكورة، وصار يختلي معه فيها كل سنة أربعين ليلة على حسب عادة أهل الطريق). وعمه الشيخ علي الطباخ أخذ الطريقة الخلوتية القادرية على الشيخ إبراهيم الهلالي، وبعد وفاته لزم ولده الشيخ مصطفى الهلالي. . وفي سنة ١٣١٠هـ صار خليفة للشيخ وأذن له بإقامة الذكر والإرشاد. فصار له بعض المريدين الذين كانوا يقيمون الأذكار معه في مسجد الروضة في محلة سراي إسماعيل باشا.

ولم أقع فيما قرأت عن الشيخ راغب على نص يدل على أنه سلك طريق الصوفية أو أختلي الخلوات الأربعينية مثل أخيه الشيخ محمد، ولكن الذي أعرفه - مما نبشت في كتاب أعلام النبلاء - أن المترجم له تتلمذ على أستاذين من أكبر علماء الشام وهما الشيخ محمد الزرقا، والشيخ بشير الغزي. أما الشيخ الزرقا فقد كان حجة في فقه الإمام أبي حنيفة، وكان كما يقول تلميذه: (لو شاء إملاء مذهب أبي حنيفة من حفظه لأملاه بنصوصه وحروفه). وقد تولى التدريس في المدرسة الشعبانية أولاً، ثم اشتغل بالقضاء أو رياسة كتاب المحكمة الشرعية بحلب، وظل أكثر حياته الطويلة معلماً يلتف حوله التلاميذ ويردون أصفى موارده، إلى أن توفي سنة ١٣٤٣هـ - ١٩٢٤م. أما الشيخ بشير الغزى فقد كان أميناً للفتوى بحلب فعضواً بمحكمة الحقوق فرئيساً لها، فمدرساً بالمدرسة الرضائية، فقاضياً إلى أن عين في آخر أيامه قاضياً لقضاة حلب، وظل في المنصب إلى أن توفي سنة ١٣٣٩هـ - أي قبل الشيخ محمد الزرقا بأربع سنوات.

وعلى قدر ما كان الشيخ محمد الزرقا متمكناً من الفقه الإسلامي ضالعاً فيه، كان الشيخ الغزي متمكناً من اللغة العربية وشعرها وأدبها، وكان حاضر الذهن في الاستشهاد باللغة أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>