لابن تغرى بردى في خمسة مجلدات، و (كنوز الذهب) كما سلف القول، و (رحلة القاضي ابن آجا مع الأمير يشبك).
وليس هذا الشغف يجمع الكتب القديمة والمخطوطات الثمينة طارئاً على الشيخ راغب الطباخ، فقد اقتنى جده الشيخ هاشم الطباخ كتباً خطية نفيسة كثيرة، منها (الجامع لآداب الراوي والسامع) للحافظ الخطيب وهي نسخة قديمة قيمة، وكتاب (أسرار التنزيل) للفخر الرازي، وكتاب (شرح المناوي الكبير على الجامع الصغير) و (شرح منظومة الإمام النسفي الحنفي) و (جزء عبد الله بن المبارك في الحديث) وغيرها.
وقد توزع الأبناء هذه الكتب وتصرفوا فيها بالبيع إلى أن استقرت منها جملة وافرة في مكتبة المجلس البلدي بالإسكندرية. وعلى كثير من هذه الكتب خط الشيخ هاشم الجد.
ويظهر لي أن الشيخ راغب الطباخ لم يكن يعرف من اللغات الأوربية ما يعنيه على استكمال عدة البحث العلمي الصحيح! فقد استحضر أحد وجهاء حلب الإيطاليين (أندريه ماركوبولي) من باريس قطعة من كتاب (بغية الطلب) لابن العديم مترجمة إلى الفرنسية، وأطلع عليها المترجم له، وترجم له - كما يقول - جانباً منها، وهو نص يدلنا على عدم معرفة الفقيه للغة الفرنسية. وفي موضع آخر من مقدمة كتابه يذكر أن اللجنة الألمانية الأثرية التي زارت مدينة حلب سنة ١٣٢٦هـ قد أطلعوه على الجزء الثاني من تاريخ (بروكلمان)(واستخرجوا لي ما هو موجود من تواريخ الشهباء في المكتبات الأوربية). ولو كان يعرف الأبجدية اللاتينية - على الأقل - لاستطاع أن يستخرج بنفسه تواريخ حلب من كتاب المستشرق الألماني بروكلمان. . .
وطريقة المؤلف في (إعلام النبلاء) هي الجمع والنقل عن السابقين وعن نوادر المخطوطات مع توسع في النقل (فما رأيت من الحوادث في كتابين أخذت الأوسع منهما، وإذا كان في الأقل زيادة مفيدة التقطتها وأضفتها إلى تلك لتكون الفائدة أتم). ونراه التزم في باب التراجم خطة التوسع في النقل والجمع (فلم يقع نظري على ترجمة لحلبي في كتاب من الكتب التي اطلعت عليها إلا ونظمتها في عقد هذا التاريخ).
وإذا كان الشيخ راغب لم يسلك في كتابه مسلك المؤرخ الحديث من تحليل ونظرة عامة إلى العصور، وتفاعل بين الظروف والشخصيات، ودراسة للأحوال الاجتماعية، وتأريخ