وكتب إلي أديب آخر من (البصرة) يقول: (ما كنت أحسب أن المجاملة للمصرين تصل بك إلى هذا الحد الذي تفضل فيه شوقي على الرصافي! ترى هل أنت مصري أم عراقي؟ وكيف تزعم أن شوقي أعظم من الرصافي؟ والله إن ذلك ليسوؤني منك. . ولولا أنني أخاف ألا تنشر الرسالة ردي لبعثت إليها بهذا الرد في المفاضلة بين الشاعرين)!
وقال لي أحد الشعراء العراقيين في معرض الحديث عن مقالاتي حول شوقي والرصافي:(إنني أعجب منك يا أستاذ، لأنك تريد أن تنال الشهرة بواسطة مصر، ولهذا لم تجد طريقة سوى أن تحطم الرصافي لترفع من شوقي! لا يا أستاذ! إن الرصافي عظيم عظيم حتى لا يفضل عليه أحد)!
وهكذا كان أسلوب النقد الذي وجه إلي من الأدباء والشعراء. . وبقي أن نسمع رأيك الفاصل في المشكلة، رأي الكاتب الحر والناقد النزيه.
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري
أنا والله في حيرة من أمر الأدباء العراقيين؛ إذا تحدث ناقد مصري عن أديب مصري صاح أكثرهم فيما يشبه الغضب والعجب والاستنكار: نزعة عنصرية وعصبية إقليمية! وإذا سكت الناقد المصري وأحتل مكانه في التحدث عن الأدباء المصريين ناقد عراقي، صاح أكثرهم مرة أخرى فيما يشبه التأنيب والتثريب: متنكر للعراق ومجامل لمصر وكافر بالقيم!
ونحن بعد ذلك في رأيهم أنانيون متعصبون، نحيد عن الحق ونميل مع الهوى حين تحدد للأدب المعايير وتقام الموازين!
ومن العجيب حقاً أن يوجه إلينا مثل هذا الاتهام وما أكثر ما نفيناه، مقدمين الدليل القاطع والبرهان الناصع على أننا فوق الظنون والشبهات، ويا ظالماً حاربنا تلك العصبية البغيضة على صفحات الرسالة، ودعونا إلى نبذها بالقلم واللسان، ورفعنا الصوت عالياً بأن ليس في الأدب والعلم والفن مصري ولا عراقي، وإنما هناك كلمة واحدة نعتز بها ونطالب بأن تكون لنا خير شعار وعنوان. . هذه الكلمة الواحدة هي أن تنتسب جميعاً إلى (العروبة)