وقال حسان يهجو نوفل بن الحارث:
وما ولدت أبناء زهرة منهمو ... صميماً ولم يلحق عجائزك المجد
والبهاء زهير يقول:
على الطائر الميمون يا خير قادم ... وأهلا وسهلا بالعلا والمكارم
ويقول ابن سناء الملك:
وما أنا راض أنني واطئ الثرى ... ولي همة لا ترضى الأفق مقعدا
ولو علمت زهر النجوم مكاني ... لخرت جميعا نحو وجهي سجدا
ويقول صفي الدين الحلي:
سلى الرماح العوالي عن معالينا ... واستشهدى البيض هل خاب الرجافينا
وفي وصف الفرس يقول الثعالبي:
يا أيها الملك العزيز ومن له ... شرف يجر على النجوم ذوائبا
أصلحت بين العالمين بهمة ... نذر الأجانب بالوفود أقاربا
ويقول مهيار الدليمي:
وأبى كسرى علا إيوانه ... أينفي الناس أب مثل أبي
وتقول هند بنت طارق في النسوة يوم أحد وهن يضربن الدفوف والمعازف:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
والطارق هو النجم الذي هو زحل، فهي تقول نحن بنات من بلغ العلو وارتفاع القدر كالطارق، وما أدراك ما الطارق: النجم الثاقب.
وأنشد أبو بكر الأيادي لامرأة العرب عنن عنها زوجها:
فقدتك من بعل علام تدكني ... بصدرك لا تغنى فتيلا ولا تعلى
ويقول شاعر ارتفع بأمانيه للناس فوق ما يتمنى الناس:
سقى الله أرض العاشقين بغيثه ... ورد إلى الأوطان كل غريب
وأعطى ذوي الهيئات فوق مناهمو ... ومتع محبوبا بقرب حبيب
هذه شوارد كلها شواهد على الشعراء العرب لم يكونوا بمنأى من المعالي مادية وروحية في كل ما تتفتق به قرائحهم، وهذه ظاهرة قلما توجد في الآداب الأخرى على هذا النحو من