(ذكر أو أنثى) كما خلقهم أول مرة. جسداً لجسد، وأنثى لذكر. على أساس مطالب الجسد ودوافعه، تقوم العلاقات وتتحدد الصلات، ومنها تستمد قواعد السلوك، وآداب المجتمع، وروابط الأسر والأفراد
بفتنة الجسد وحدها، عارية من كل ستار، مجردة من كل حياء، تلقى الفتاة الفتى، ومن قوة الجسد وضلاعته يستمد الفتى إعجاب الفتاة. ويستمد الزوج حقوقه - هذه الحقوق التي تسقط جميعها في عرف الجميع، يوم يعجز الرجل عن الوفاء بها لسبب من الأسباب
والفتاة الأمريكية تعرف جيداً مواضع فتنتها الجسدية، تعرفها في الوجه: في العين الهاتفة والشفة الظامئة، وتعرفها في الجسم: في الصدر الناهد والردف الملئ وفي الفخذ الفاء والساق الملساء، - وهي تبدي هذا كله ولا تخفيه - وتعرفها في اللباس: في اللون الزاهي توقظ به الحس البدائي، وفي التفصيل الكاشف عن مفاتن الجسد - وهو بذاته في الأمريكية فتنة حية صاعقة في بعض الأحيان! - ثم تضيف إلى هذا كله الضحكة المثيرة، والنظرة الجاهرة، والحركة الجريئة، ولا تغفل عن ذلك كله ولا تنساه!
والفتى الأمريكي يعرف جيداً أن الصدر العريض، والعضل المفتول، هما الشفاعة التي لا ترد عند كل فتاة، وأن أحلامها لا ترف على أحد كما ترف على (رعاة البقر) وبصريح العبارة تقول لي فتاة ممرضة في مستشفى (لست أطلب في أحلامي إلا ذراعين قويتين يعصرني بهما عصراً. . . وقامت مجلة (لوك) باستفتاء عدد من الفتيات من مختلف الأعمار والثقافات والأوساط حول ما أسمته (عضل الثيران) فأبدت غالبية ساحقة إعجابها المطلق بالفتيان أصحاب عضل الثيران!
وما من شك أن لهذه الظاهرة دلالتها على حيوية هذا الشعب وقوة حسه. ولو هذبت هذه الطاقة وتسامت لاستحالت فناً يجمل جهامة الحياة، وأشواقاً تجعل لها في الحس الإنساني نكهة، وتربط بين الجنسين بروابط أعلى وأجمل من روابط الجسد الظامئ والحس الهائج، والجنس الصارخ في العيون، الهاتف في الجوارح، المتنزى في الحركات واللفتات، ولكن طبيعة الحياة في أمريكا، والملابسات التي سلفت في نشأة هذا الشعب، لا تساعد على شيء من هذا، بل تقاومه وتقصيه
وهكذا أصبحت كلمة حيى أو خجول من كلمات العيب والتحقير؛ وانطلقت العلاقات