جعبة مليئة بالعديد الدقيق من مألوف ألفاظ الإقتصاد والمنطق والطبيعة. كالسطح الساكن، وأخراهما متأججة ثائرة لا تلوي على شيء. . الطرف الأول في كتابه العدالة، والثاني في كتابه المعركة، وبن الكتابين وبين الطريقتين، أوساط عديدة تقف بين الوجه الهادي للنفس المتأججة، وبين الوجه الغاضب للنفس الثائرة، في مكان خاص بين الوجهين والطريقتين، وكتاب المؤلف الأخير أرب إلى الهدوء وإلى العدالة منه إلى المعركة، وإن كان الباب الأخير فيه، يميل إلى أن يكون وسطا متوازيا في عرضه وأدائه بين الكتابين، وبين الطريقتين
وقد كان بودي أن أتحدث عن كتبه كلها، ولما أكنه لها ولنتاجه وطريقته من تقدير وحب، لولا إنني في مجال الحديث عن كتابه الأخير، أو هذا هو ما فرضه علي الإعجاب والحب. ولا أعتبر أن ثمة إعتبارا من حبي وإعجابي يقف بيني وبين أن أقول للأستاذ سيد قطب على رؤوس الناس ما يود سائر القراء قوله له: لقد وضعت لبنات جديدة في (مكتبة القرآن) حتى كتابك (مشاهد القيامة في القرآن) رغم أن جودة العرض وحسن التقسيم قد هربا منه هروبا لم يخلف ورائه سوى مستنبطات ومستنتجات. . الحق إنها تستأهل الإعجاب والتقدير. والحق إنها تستأهل أن يكون بجوارها جودة العرض وحسن التقسيم، لتكون لها القيمة النشودة، والفائدة المرجوة
وعسير على الباحث، كما يقول المؤلف في كتابه (السلام العالمي والإسلام) - (البحث عن أي حقل من حقول الإسلام، دون الإلمام بفكرة اٌسلام الكلية عند الكون والحياة والإنسان. . فهذا الدين لا يعالج مشكلات الحياة أجزاء وتفاريق. . إنما هو يرجعها كلها إلى نقطة إرتكاز واحدة. . مردها إلى فكرته الكلية عن الكون والحياة والإنسان) وفكرة السلام في الإسلام (تتصل إتصالاً وثيقاً بطبيعته وبفكرته الكلية عن الكون والحياة والإنسان) ومن أجل هذا يعقد المؤلف باباً خاصة بعنوان (طبيعة السلام في الإسلام) ويؤكد فيه أنه يجب أولاً وقبل كل شيء، ربط فكرة السلام بفكرة الإسلام الكلية عن الكون والحياة والإنسان رغم إنها ليست موضوع كتابه هذا كما لم تكن من موضوع العدالة. والؤلف يستهل ذلك الباب بقوله: (من هذا التناسق في طبيعة الكون، وفي ناموس الحياة وفي أصل الإنسان. تستمد طبيعة السلام في الإسلام. . فتيتند إلى أصل أصيل عميق، ويصبح السلام هو