أن ينكح عدة أزواج ولكن من غير أن يأخذ زوج الجار بلا عقاب)
وحين يكون منبع النيل في بلد آخر وتنافر الفريقان فصرف ساكن المجري الفوقاني منبع الماء وجهته عن خبث فإن الاشتراع الدولي في أمور الري لا ينفع (إنه اشتراع وهمي ككل حق دولي) وإذا تحدث عن الحكم الثنائي في السودان قال: (إن هذا النظام يثير الجميع لتوزيع الحقوق بين الفريقين توزيعا غير متساو يمكن أن يقال إن هذا قران شرقي تقدم به الزوج ما لها وتضع أولادها من غير أن تنال في مقابل ذلك غير حق الحياة، أي ماء النيل، وهي مع ذلك زوجة شرعية تمر في الأحوال العظيمة تحت أقواس نصر، راكبة حصانا بجانب بعلها، مغمورة بالحلي محجبة تماما. . .)
ولودويج إذا ما تحدث عن دخول مصر في الإسلام ووصف ما سبق ذلك من فوضى قال:(ولكن القضاء على تلك الفوضى كان يتطلب أمة جديدة لم يقدر على استعبادها الآشوريين والفرس والمصريون والبطالسة والرومان)، ولودويع يتحدث عن هوان المرأة لدي المسلمين وما رافق ذلك من عادات، ثم يقول:(ومن المحتمل أن تكون هذه العادات قد عاقت تقدم الإسلام الذي هو أكثر الأديان رجولة، ومن المحتمل أن يكون هوان المرأة قد أفقده العالم بعد أن كان في قبضته)
وسوف يعجبك قوله في محمد علي وما يراه من خير للبلد في ذبح المماليك وأنه قد قام بأول تجربة لاشتراكية حكومية؛ وأن حكمة نظام استبدادي في صلاح إداري وأنه أول من ضمن حرية الأديان وسلامة جميع طبقات المجتمع وأموالها
وإذا انتقل بك حديث الحشيش وأطرفك بأنبائه وقارن بينه وبين الغازات السامة قال لك كذلك (إن العدالة التي تحكم على متعاطي المخدرات بالسجن سنوات ولا تقضي بحبس تاجر المخدرات التركي غير بضعة أشهر لعدالة عرجاء)
ولعله من أبرز ما لحظه المؤلف تأثير الإقليم في الشعب المصري وقد سمي الشمس والنيل إلهي ذلك الإقليم. والشعب المصري مدين للشمس بالقناعة ومرح، الحياة ومدين للنيل بروح النظام والطاعة (وهنا قامت دولة فجعلت من فرعون إلاهاً وجعلت من العمل ضرورة ومن الري فنا ومن العقلي والجلي مبدأ. . . وفي هذا البلد يظهر أن الشمس خفضت إرادة التمرد بما فرضه من حساب، ومع ما كان من اختراع هذا الشعب أموراً