اللافتات التي يحملها المتظاهرون تعبر في صدق عما تجيش به صدور شعب من معان وأماني، كان من بين هذه اللافتات ما يقول:
إرادة الشعب تسحق الاستعمار - ماء النيل حرام على الإنجليز - العرب أمة واحدة - الوادي صف واحد ضد الغاصب - النيل على رقاب الإنجليز، هذا في مصر؛ ولكني أحب أن أثبت أيضاً أن الأقطار الشقيقة قد احتفلت بيوم الشهداء احتفالا رائعا أيضا؛ فعطلت المتاجر وقامت المظاهرات في دمشق وفي بغداد وفي بيروت وفي سائر البلاد العربية، وكلها تعلن تأييدها لمصر. إن هذا اليوم لم يكن يوم مصر فقط؛ ولكنه كان يوم العروبة الصادقة.
حيا الله العرب!
٩ مارس ١٩١٩:
اعتقل سعد وأصحابه في ٨ مارس فسرى نبأ اعتقالهم في البلاد سريان البرق فشبت نيران الثورة المصرية ١٩١٩
بدأت الثورة بمظاهرات سلمية قامت في القاهرة نظمها بعض طلبة المدارس والأزهر الشريف، فأخذ يطوفون الأحياء وكانوا يسيرون بكل نظام تتقدمهم الأعلام المصرية منادين بحياة مصر والحرية، وبسقوط الحماية وطلب إعادة المنفيين.
وقد تصدى رجال البوليس للمظاهرة وفرقوا شملها وقبضوا على ٣٠٠ طالب وحبسوهم بالمحافظة، ونقلوهم ليلا إلى القلعة.
كان يوم ٩ مارس إذن بدء الثورة.
وفي ١٠ مارس أضرب جميع طلبة المدارس الثانوية والعالية وطلبة الأزهر عن تلقي دروسهم وأعلنوا الإضراب العام وألفوا مظاهرة كبرى وشاركهم فيها أفراد الشعب، وقد سار الجميع في روعة ومهابة ينتقلون من شارع إلى شارع، مارين بدور المعتمدين السياسيين، هاتفين بحياة مصر وحريتها واستقلالها ومنادين بسقوط الحماية.
وقد حدث من بعض المتظاهرين اعتداء على قطار الترام وعلى بعض المحلات المملوكة للأجانب وحطموا بعض مصابيح الشوارع. وقد أدى هذا إلى استياء الطلبة فأذاعوا على مواطنيهم نداء طلبوا منهم فيه الإقلاع عن هذا العدوان؛ وأبدوا أسفهم لما حدث.