يريد تخطئة غيره وخطأ نفسه. . أو معطوف على (يريد) مع السلامة التي لابد لها من التنازل عن قاعدة العطف على أقرب الفعلين؟
وأراد الأستاذ بريري أن يقحم أشياء أخرى غير ما تعرضت لمناقشته فيه، فقال:
(وقد أسلم للأستاذ عباس خضر هذا الذي يراه إن كان يراه. . ولكن ما رأيه في أن الدكتور طه حسين قد تجاوز في النثر ما أجيز في الشعر. .؟ فما علمنا شاعرا نفى الفعل المثبت (بقد) فقال (قد لا يكون) كما فعل الدكتور طه حسين، ولا نفي المسوف بسوف فقال (سوف لا يكون) ولا أكد بإضافة المؤكد إلى المؤكد فقال (نفس فلان) بدل (فلان نفسه) ولا استعمل كاد كما يستعملها الدكتور طه حسين حين يقول - مثلا - ما كدت أفعل كذا حتى حدث كذا، يعني (ما فعلت) أو (ما أن فعلت). . إلى آخر ما كتبنا، وغيره مما سنكتب في الأساس
وإذا سلمنا - جدلا - للأستاذ عباس خضر أن لحن الدكتور طه حسين فيصبح. . أو أنه لحن ما أفصحه في حكاية الضحك من الصحف ورؤساء التحرير، أفيراه كذلك لحن ما أفصحه في حكاية النفي بعد قد وغيره مما كتبناه، أم يسلم لنا أنه لحن ما أقبحه. .؟
هذا على أني ما أردت أن أنكر على الدكتور طه حسين مكانه في الأدب عامة، وفي اللغة العربية وأدبها خاصة، وهل في وسعين لو أردت، أن أقول. .؟
ولكن أحد تلاميذ الدكتور طه حسين روى عنه أنه قال: أنه ثالث ثلاثة لا يلحنون أو أنهم معصومون من الخطأ. . فرأيت أن أقيم الدليل على أنه كغيره من العلماء، قد يلحن. . وقد يخطئ. . وأن الخطأ لا ينقص من قدره، ولا يذهب بشيء من فضله. . فإن حظ بني آدم أن يخطئوا حينا. . وأن يصيبوا حينا. . وإذا شاء الأستاذ خضر أن ينكر على الدكتور طه حسين آدميته فما أحسبه يريدني على أن ألتزم معه الإنكار
وبعد، فإني أعتب على الأستاذ خضر أنه يحسبني أخجل من الخطأ. . فهل ادعيت العصمة فأستحي أن أرد إلى الصواب. .؟
كلا. . فأنا على أتم استعداد لتلقي الإرشاد من الأستاذ عباس خضر. . بل لعلي أحق بعونه من الدكتور طه حسين. .
وثمة شئ أخجل - حقا - لو شاء الله أن أقع فيه: ذلك أن أقول غير ما أعتقد في نحو اللغة العربية أو غيره من أنحاء الحياة).