من الملك المظفر شاه أبن الملك محمود شاه صاحب كنباية، فقدم إلى السلطان هدايا لا تعد ولا تحصى، وطلب إليه أن يكتب له الخليفة العباسي المتوكل على الله (تقليدا) بولاية سلطانه مكان أبيه، بعد وفاته.
الخياط: وإسماعيل الصوفي؟ ألم يبلغكم شيء من أخباره؟ لقد توالت قصاد هذا الماكي على بلادنا. ولا أخاله إلا يزداد قوة، وطمعا بعد طمع.
المستوفي: لقد أغار جنده مراراً على البيرة، وانتصر على (أزبك خان) ملك التتار، ثم أرسل رأس هذا الملك، إلى السلطان كأنه يهدده. واستعدى الفرنجة سراً على ممتلكات السلطان. ولما استيقن السلطان من سوء نيته، أخذ الحيطة لنفسه، ومنع قاصده مدة من الاختلال بالناس، وأخيراً جاءه من لدن قاصد جديد يخمل هدايا نفيسة، فلم يأذن له السلطان ولا سيما أنه قدم إليه رسالة من ملكه بها أحاديث لا توجه إلى السلاطين. وقد أغلظ له السلطان في الرد، ولبث يترقب الفرصة من بعد حتى وافته الأخبار بهزيمة. . منكرة، مني بها الصوفي على يد أعدائه من ملوك التتار.
الشاعر: من أعجب ما حدث بمناسبة الحديث عن الصوفي أن أرسل هذا الشاه إلى السلطان ومعه رأس أزبك فأن ومكاتبه فيها هذان البيتان:
السيف والخنجر ريحاننا ... أفِ على النرجس والآس
مدامنا من دم أعدائنا ... وكأسنا جمجمة الرأس
ففهم السلطان مغزاهما وما ينطوي تحتها من تهديد ووعيد ونشط كثير من شعراء مصر للرد عليه فقال الناصري محمد بن قانصوه بن صادق:
العلم والحلم لنا حلة ... حيكت مع القوة والباس
وسنة المختار طرز لها ... وذكرنا تاج على الرأس
وقال على الغزي من أبيات:
نحن أسود الحرب غابتها ... رماحنا للطعن والباس
وخيلنا تسرع في سوقها ... شدت لحرب المعتدي القاسي
وقال ناصر الدين بن الطعمان:
أسد الوغى فرساننا كم سقت ... كأس المنايا باغيا قاسى