للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جانب أنها سياسة حكم، هي سياسة مال، وسياسة مجتمع، وسياسة أسرة، وسياسة ضرائب أكثر من يشقى بها المرأة، فلابد أن تقول فيها وأن تقول سديدا. ثم كن من الرجال يفهم تلك السياسة التي يريدها القائلون بحرمان المرأة. إن حقوق الناس فيما يتصل بالسياسة على أوسع معانيها يجب أن يكون مناطها، لا أن هذا ذكر وتلك أنثى، ولكن إن هذا أو هذه يعقلان أو لا يعقلان، وكم حظهما من جهل ومن عرفان

وتطلب المرأة المساواة في العمل. وعمل المرأة لا شك في البيت. وهكذا هي الكثرة الكبرى من نساء الغرب. إن المرأة لا تستطيع أن تلد وتربي أطفالها وتكسب خبزهم في وقت واحد إلا أن تضطر الضرورات. والذي دفع بنساء العرب أن تعمل كما يعمل الرجل إنما هي الضرورة وقسوة العيش. إن المرأة العانس التي لا رزق لها إنما تأكل من عملها أو تأكل بثديها أو بغير ذلك، وليس من حق أحد أن يقول لها لا تعملي إلا أن يضمن لها رزق الحياة. والقول عندي أن تفتح أبواب العمل للنساء جميعاً، ليأخذ كل من الأعمال ما يصلح له، وعندئذ تعمل قوانين الحياة عملها فلا يكون منها إلا الخير. إن الذي يغري النساء يدق الأبواب، ودقها عنيفاً، أن الأبواب مغلقة. وللنساء في جبلتهن ما يكفي لرد الكثرة الكبرى منهن إلى وظائفهن الأولى التي تخصصن لها في الحياة، تلك إيجاد الحياة في ظل الحب ورعرعتها من بعد إيجاد، وإسكان هذه الأرض

وكان من مساواة الرجل بالمرأة في الغرب؛ وأن وجدت المرأة نفسها تهدر من الحرمات ما أهدر الرجل، وهي مساواة في سبيل الشيطان لا يرضاها إنسان، ولكن رضيها الغرب لشدة إحساسه بمعنى العدالة والمساواة حتى في القبيح الأقبح من الأمور؟

المساواة في فرص العيش

ومن المساواة: المساواة في قرص العيش وطلب الأرزاق، وقد نسمي هذه الديمقراطية بالاقتصادية. وللعدنية بالحاضرة فيها أساليب عدة منها الرأسمالية ومنها الاشتراكية وهي صنوف. ومنها الشيوعية. أما الشيوعية فلسنا ندريها، ومن أجل هذا ننحيها. وأما الرأسمالية فشر إذا ما تركت في أيدي فئات من رجال لا يحركهم بحكم الطبع إلا الأثرة وإلا الهوى. وإلا الرغبة في زيادة المال أضعافاً. وزيادة ما يأتي به من جبروت. ويصنع منهم موقفهم من مناهضة الشعب عصابة تقوم فيه، تبيع حقوقه وتشتري وهي بعيدة عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>