للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سدت الثلاثين الطوال ... ولسن بالحكم القصير

تنهى وتأمر ما بدا ... لك في الصغير وفي الكبير

لا تستشيروا في الحمى ... عدد الكواكب من مشير

كم سبحوا لك في الروا ... ج وألهوك لدى اليكور

خفضوا الرءوس ووتروا ... بالذل أقواس الظهور

ماذا دهاك من الأمو ... ر وأنت داهبة الأمور

أين الروية والأنا ... ة وحكمة الشيخ الخبير

دخلوا السرير عليك ... يحتكمون في رب السرير

أسد هصور أنشب ... الأظفار في أسد هصور

قالوا اعتزل قلتاعتز ... لت الحكم لله القدير

ظنوا بضائع حقهم ... وضننت بالدنيا الغرور

وهذا منطق لا يعجب ولي الدين في شيء، فهو يرى السلطان أهلا للوم والتفريغ ويجب أن ينال جزاء ما أسلف للناس من مَحن وأزراءَ، بل أنه ليذكره بالمجد البائد تهكما وتشفيا، ويعجب لغفلته وبلاهته، وكيف صم أذنيه عن النصيحة، وسدر في غوايته مع أن الشيب قد وحظ لحيته ورأسه وقضى من الزمن ما يتيح له العبرة والعظة، لو رزق قليلا من الحكمة والروية. ويصف المعركة الدامية التي انتهت بسقوطه وأسره، ويضحك منه إذ ضرع أمام الجند ذليلاً باكياً وأخذ يستجير بمن أعرض عنه، حتى ذاق عاقبة ختوره وغدره، فسقط من عليائه دامي القيد، منحني الظهر، إلى حيث يقضي أيامه الأخيرة في محبسه الذليل!! وللقارئ أن يلمس هذا كله من قول ولي الدين

وعظتك واعظة القتير ... ورأيت منقلب الدهور

وربيت في مجد الأمير ... ولم تمت موت الأمير

لما سلبت الحكم قلت ... الحكم لله القدير

ورآك جندك ضارعا ... لهمو ضراعات الأسير

لقد استجرت بمعشر ... ما كنت فيهم بالمجير

هي غارة لكنها ... دارت على رأس المغير

<<  <  ج:
ص:  >  >>