إحدى سياراتهم قنبلة يدوية شديدة الانفجار أصيب بشظاياها أربعة من الأهالي.
٣: في يوم الأربعاء ٢٨ منه قام البريطانيون بحملة إرهابية واسعة في منطقة الإسماعيلية وكان الأهلون هدفا لعدوانهم الوحشي فقد أطلقت قوة بريطانية النيران على أربعة من أهالي القصاصين وهم يسيرون في طريق العاهدة فاستشهد ثلاثة منهم. وأما الرابع فقد ألقى بنفسه في ترعة الإسماعيلية ونجا.
وكان خمسة من العمال عائدين إلى منازلهم في الإسماعيلية فأطلق الإنجليز عليهم نيرانهم فسقطوا مضرجين بدمائهم.
أيها الإنجليز: إن دماءنا لن تذهب عبثا واعلموا أنكم لن تثبتوا أقدامكم بآثامكم.
أما الفدائيون المصريون فقد وصلوا نشاطهم مشكورين مأجورين ولكن الذي يؤلم هو هذا الموقف الصامت الذي اتخذته حكومة مصر فإنها لم تحرك ساكنا ولم تهج طائرا!!
وفي يوم الاثنين ٢٦ نوفمبر وصل وزير الحربية البريطانية إلى القنال واجتمع بالقواد الإنجليز وبالسفير البريطاني ثلاث ساعات متوالية لبحث الموقف.
وفي خلال هذه الفترة رحلت كثير من العائلات البريطانية من الإسماعيلية، وكان الإنجليز قد أعلنوا أنهم سيجلون عنها بمجرد جلاء العائلات الإنجليزية ولكنهم عادوا يتلكئون في تنفيذ وعدهم.
ثورة مصر بأثرها:
بدأت الثورة المصرية في ٩ مارس ١٩١٩ في مدينة القاهرة وانتشر نبأها في سائر أنحاء مصر فهبت مصر بأجمعها من الإسكندرية إلى أسوان مدنا وقرى تستجيب لنداء الثورة:
ففي يوم الأربعاء ١٢ مارس ثارت الإسكندرية وقامت فيها مظاهرات كبيرة تضم طلبة المدارس والمعاهد الدينية وسارت من مسجد أبى العباس إلى دار المحافظة القديمة بشارع رأس التين، وقد حاول رجال الشرطة وعلى رأسهم الحكمدار جارفس بك تشتيت المتظاهرين ولكنه لم يستطع. وكان المتظاهرون يهتفون بالحرية والاستقلال.
وتجددت المظاهرات في الأيام التالية وفي ١٧ مارس سلط الإنجليز نيران مدافعهم على المتظاهرين فسقط منهم ستة عشر قتيلا، وأربعة وعشرون جريحا.
وفي ٢١ مارس ثارت بور سعيد وقتل الإنجليز سبعة شهداء وثارت دمنهور في ١٧ مارس