الشعب. إن المصريين لا يطيقون صبرا أن يروا دماء مواطنيهم تسفك دون أن يحركوا ساكنا.
ويعزينا بعض العزاء أن أبطالنا من المقيمين بمدن القنال والفدائيين قد أخذوا بثأر قتلانا فقتلوا من الأعداء ٤٢ اثنين وأربعين قتيلا وجرحوا ٦٧، وأن شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار.
أيها الإنجليز:
أعلموا أن مصر أقوى منكم وأن قواتكم مهما بلغت عددا ومهما جلبتم لها من عدة وعتاد لن تقهر مصر لأن مصر مؤمنة بحقها في الحياة الكريمة الحرة، ولن تخضع لقوتكم وجبروتكم ومهما بغيتم فمصر صامدة وهي منتصرة بإذن الله.
فظائع ١٩١٩:
في ٨ مارس ١٩١٩ بدأت ثورة مصر باعتقال زعمائها ونفيهم خارجها فهبت مصر من أقصاها إلى أقصاها تطالب بحريتها واستقلالها وعودة زعمائها، وقامت المظاهرات في كل قرية ومدينة ثم خرب الشعب طرق المواصلات فقطع خطوط السكك الحديدية وأسلاك البرق والتليفون ومنذ البداية لجأ الإنجليز إلى القوة الغاشمة وإلى سفك دم الأبرياء المطالبين بحريتهم.
وفي ٢١ مارس ١٩١٩ عين المارشال اللنبي قائد عام الجيوش البريطانية في مصر إذ ذاك مندوبا ساميا فوق العادة ومنح السلطة العليا في جميع الأمور المدنية والعسكرية، وفي اتخاذ ما يراه من الإجراءات لإعادة النظام والأمن إلى البلاد مع تثبيت الحماية.
ولما وصل اللنبي إلى القاهرة جمع الأعيان والوزراء وأوضح لهم مهمته وهي تنحصر على حد قوله في وضع نهاية للاضطرابات القائمة وإزالة أسباب الشكوى وطالبهم بمساعدته على أداء مهمته.
وطبقا لهذه الخطة أذاع العلماء والوزراء والأعيان نداء إلى الأمة المصرية في ٢٤ مارس دعوا فيه الشعب إلى التزام الهدوءَ والإخلاد إلى السكينة، ولكن المصريين لم يخدعهم ما قاله اللنبي ولم يؤثر فيهم النداء واستمروا في كفاحهم.