للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مسموح لكل امرئ أن يأخذ ما في داره من مال وحلي قبل مغادرته) وبعد قليل أشعلوا النار في القريتين وساعد على اشتعال النار ما كان على سطوح المنازل من قش وحطب، وخرج الأهالي المروعون من قريتهم الآمنة لتتلقاهم قوات القراصنة (الأشراف) ولتسلبهم ما حملوا من مال وحلي. ولم يأخذهم حياء في تفتيش ملابس النساء وأجسامهن!

وكان نصيب من حاول إخماد الحريق أن يصاب برصاصة ترديه قتيلا، وقد احترقت المواشي حية في مرابطها.

وعند الصباح أنصرف الجند عن القريتين وقد أصبحتا قاعا صفصفا، وقبض على العمدتين وسيقا إلى الحوامدية؛ وكانت التهمة التي وجهت إلى العمدتين وقريتهما الاعتداء على أحد الضباط البريطانيين وإتلاف محطتي الحوامدية والبدرشين. ورغم براءة العمدتين والقريتين فقد عوقبت القريتان بتخريبهما وحوكم العمدتان.

وقد أحرق الجنود في نفس اليوم وبنفس الطريقة قرية الشبانات مركز الزقازيق بعد نهبها.

ونزلة الشوبك:

في ٣٠ مارس ١٩١٩ أرسل مركز العياط إشارة إلى عمدة نزلة الشوبك بإحضار العمال اللازمين لإصلاح الخط الحديدي. وفي الساعة الرابعة بعد الظهر وصل قطار حربي ووقف قرب القرية المذكورة ونزل منه الجنود وأرادوا دخول القرية فنصحهم العمدة بالعودة وأخبرهم أنه جلب العمال اللازمين ولكنهم لم يستمعوا لنصحه ودخلوا القرية وأخذوا ينهبون ما يصل إلى أيديهم من مال وذهب بل وطير ودواجن ولم يتعرض لهم أحد.

ورأوا إحدى نساء القرية فأسرعوا إليها وراودوها عن نفسها، فاستغاثت بزوجها الذي أسرع إلى نجدتها، ونزلت هراوته على رأس الجندي الذي كان ممسكا بزوجته فصرعه؛ ولكن رصاصة جندي آخر أردته قتيلا. وقامت معركة بين قوم عزل يدافعون عن أعراضهم وبين قوم نسوا كافة الفضائل وتجردوا من صفات الإنسانية. أنطلق الجند يهاجمون القرية ويقتلون من يصادفهم بلا تمييز وينهبون ما يجدون ثم يشعلون النار في المنازل.

وكان القطار الحربي بعيدا عن القرية فرجع القهقري حتى حاراها وصب عليها وابلا من رصاص مدافعه الرشاشة، واستمر إطلاق النيران طول الليل، واختبأ العمدة في داره ولكن

<<  <  ج:
ص:  >  >>