للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هل تذكرون تلك الفتاة الأنيقة الرشيقة. . (الآنسة) هجران شوقي؟ وهل تذكرون ذلك اليوم الذي رفعت فيه القناع عن الوجه المزيف والحديث الكاذب والشعور المصنوع؟! لقد استطاع ذلك الشاعر السوري (المعروف) أن يلقاني بوجه امرأة، وان يتحدث إلي بصورة أمرأة، ولكنه نسي شيئاً واحداً لم يفطن أليه. . وهو أن يتزود بدهاء النساء، نسي مع الأسف الشديد هذا السلاح الخالد من أسلحة حواء. . ومن هنا انكشف أمره وانتهت المعركة!

أقسم إنني كنت اعرفه، اعني (الأستاذ) هجران. . وإنني ذكرت أسمه لكثير من أهل الأدب حين سئلت عنه، بعد تلك الكلمة التي وجهتها إليه على صفحات (الرسالة) ورجوته فيها أن يفصح عن اسمه وإلا أفصحت عنه!. . رجوته فخيب الرجاء ولج في الهجر، وأمعن في الدلائل، شأن ربات الحجال! ومن هنا خانني الصبر فبحت باسم الأستاذ الشاعر في مجالس الأدب فصدق أناس وتردد في التصديق آخرون. . ترددوا على الرغم من الأدلة المادية المقنعة التي تقوم على المقارنة بين شعره وشعر (الآنسة)، وبين النماذج الخطية لكتابتها وكتابته وهي موجودة بدار (الرسالة)؛ فضلا عن السبب الرئيسي الذي من أجله بدل من قسمات الوجه وغير من نبرات الصوت. . وهو دفاعه الصادق المخلص عن شاعر يمينه في مسابقة شعرية أقامتها مجلة (العصبة) المهجرية!!

تلك الفئة المترددة في التصديق كانت قليلة على كل حال، وعذرها في ذلك مقبول حين نضع نصب أعيننا هذه الحقيقة، وهي أن الشاعر الذي وضع على وجهه نقاب امرأة شاعرة معروف تعرفه صفحات (الرسالة) منذ خمسة عشر عاما على وجه التقريب وتبعا لهذا (الشرف) يعرفه القراء في مصر والبلاد العربية. . ومن هنا عز على بعض المقول أن تصدق تلك (الفعلة) التي لا يقدم عليها غير الأدباء الناشئين أو غير الصبية المراهقين!!

وأترك تلك الفئة المترددة وأخاطب القراء، مقدما إلى أذواقهم هذه الأبيات التي اقتطفها من قصيدة ألقاها الشاعر الذي أعنيه، في حفلة تكريم أقيمت للشاعر المهجري جورج صيدح بدمشق، ونشرتها مجلة (الأديب) اللبنانية في عدد ديسمبر عام ١٩٥١. . قال الأستاذ الشاعر وهو يتحدث عن نكبة فلسطين بصوت (لرجال) محييا الشاعر المهجري الذي نذر لها ديوانه (النوافل) هبة شعر وشعور، قال حفظ له الله وجهه الحقيقي بغير نقاب:

<<  <  ج:
ص:  >  >>