عليك سلام العرب يندى مواجعا ... ويشرب دمع العين غربا إلى غرب
ولم رحت لا تلوين إلا على النوى ... أمن أمل رحب إلى أمل نهب؟
ديار الهوى لا زلت مخضرة المنى ... ترف على مغناك فينانة العشب!
خيالك في عيني وذكرك في فمي ... وبي منك ما يغري المحب وما يصبي
وما غبت عن طرفي وإن بعد المدى ... ولكننا في الحب جنبا إلى جنب
وما ذكرتك النفس إلا تولهت ... وهيمها رح فباتت بلالب!
يهيج جواها الشوق والشوق عاصف ... كان على أنفاسه زفرة النحب!
دهتك من الدنيا كوارث جمة ... وألقت بك الويلات في مسلك صعب
فقد ينجلي الليل الطويل عن السنا ... وتزدهر الأعواد في المهمه الجدب!
إذا دهمته الداهمات تلجلجت ... به النفس وأنهارت تقول له حسبي
وطوف رباع الخلد تطواف عاشق ... حسير الأماني وابك بالدمع السكب
إليك أؤدي بعض ما تستحقه ... رفيفا من التحنان والنغم العذب
وأنت جدير بالدراري فليتني ... أصوغ بياتي من سنا الأنجم الشهب!
هذه هي الأبيات، ومعذرة لضياع الوحدة النفسية فيها وكذلك الوحدة الفنية، لأن هناك بيتا مقتطفا من هنا وبيتا مقتطفا من هناك، تبعا لحرصي على جمع (الأكليشيهات اللفظية) التي سأترك لك المقارنة بينها وبين (أكليشيهات أخرى) مماثلة، هناك في قصيدة قديمة وجهتها (الآنسة) هجران شوقي إلى الشاعر عزيز أباظة، في العدد (٩٠١) من الرسالة. . وهو العدد الصادر في ٩ أكتوبر عام ١٩٥٠! قالت (الآنسة) الشاعرة التي نسيت إنني اقرأ مجلة (الأديب) وما زلت اذكر شعرها الحبيب:
وأنت سماوي القصيد قبسته ... من اللاعج المشبوب والمدمع السكب
ولما نزل سؤل النفوس وقصدها ... وشغل الليالي الزهر والأنجم الشهب
فيالك من شعر رقيق منغم ... برف رفيف الطل في ناضر العشب
ترقرق بالشكوى وضمخ بالأسى ... فجاد بما يغري وجاش بما يصبي
وأشربته نجوى تذوب رهافة ... وتخضل بالتذكار والأمل النهب
تخلده الأحقاب في الطير شاديا ... فأما شدا بات المحب بلا لب