للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أم يجيب مدير جامعة إبراهيم، أم يجيب عميد كلية الآداب بتلك الجامعة؟!

أن مثل هذا الطالب الذي يدافع عن العلاقة الجنسية بأنها عملية بيولوجية، ويؤكد أن الاستمتاع بالأعطاف والأرداف ليس فيه ما يخجل، وان القيم المقدسة أن هي إلا أضحوكة من صنع العرف أو من صنع من (يسميهم) الناس أنبياء. . مثل هذا الطالب - وهو نموذج مادي صارخ لغيره من الطلاب - لا ذنب له في رأي الحق ولا لوم عليه؛ لأن هناك (الأستاذ) الذي أقنعه بان هذه هي القيم، وبان هذه هي المثل، وبان هذا هو الطريق. . هناك الأستاذ الذي أتقنعه بهذا كله في قاعات الدرس وهو يحاضر، وبين صفحات الكتب وهو يؤلف، ولا بأس في منطق (الدين الجديد) من أن نفخر الجامعة بداعي الدعاة!!

أرأيت كيف يفخر التلميذ (الفاضل) بكلمات أستاذه (الفاضل)؟! لقد علمه فاحسن التعليم، وأدبه فأحسن التأديب، ووجهه فاحسن التوجيه، وبلغ من ذلك كله الأوج واشرف على الغاية. . أن هذا الطالب وأمثاله شهداء؛ وإذا كان الشيء يذكرنا بنقيضه، فإنني لأذكر في هذا المجال شهداء آخرين، وما أبعد الفارق في حساب الشعور بين شهداء (الوطنية المحمومة) وشهداء (الأفكار المسمومة). . أن (أبناء القنال) مثلا يفخرون بحديث الجهاد والبذل، وبمعنى الفداء والتضحية، ثم بشرف الانتحار بين يدي العدو اللدود؛ أما (أبناء الجامعة) فيفخرون بحديث الأعطاف والأرداف، وبمعنى المساواة بين الخالق والمخلوق، ثم بشرف الانتحار بين النهود. . ألبست هذه الألفاظ هي ألفاظ (أستاذ الجيل) كما أزدان بها كتاب (الحور والنور)؟!

حديث وحديث، ومعنى ومعنى، وشرف وشرف، وهي في جوهرها دروس ودروس. . دروس في (الاستقلال) يتلقاها فريق من شباب مصر، ودروس في (الانحلال) يتلقاها فريق آخر من هؤلاء الشباب، وأبحث عن الدوافع النفسية لهذه الظواهر الخلقية، أبحث عنها في تعاليم (القادة) والموجهين هنا وهناك!!

لقد بقي شيء كنت أود أن أذكره وهو أسم هذا الطالب الجامعي لعله يخجل. . كنت والله أود أن افعل ولكنني تذكرت أن أستاذه (الفاضل) قد علمه وعلم أمثاله أن الهبوط والسقوط، ليس فيهما ما يبعث على الخجل أو ما يدعو إلى الحياء!!

ذكرى شاعرة سورية:

<<  <  ج:
ص:  >  >>