المؤلف موفقا في مسرحة الحادث التاريخي، فجاء مشوقا كامل البناء. .
. . أما منظر التحقيق الذي أجراه المفتش الإنجليزي فيصور فيه الصراع في المأساة بين أهل القرية وممثل الاستعمار. . ولقد أعتمد المؤلف في تجسيم هذا الصراع على تصوير التعارض بين الصورة الحقيقية للحادث التي رآها المشاهد في المنظر السابق، وبين الصورة الباطلة التي يصورها ممثل الاستعمار. . وتصل المأساة إلى الأوج عندما نعلم أن المشانق قد أعدت قبل المحاكمة. . وفي هذا المنظر يبرز المؤلف العلاقة بين عبد الرازق والزوجة وبين الحادث. . فالأول أحد المتهمين الذين فروا. . والثانية ابنة أحد المتهمين الذين اعدموا. . ومن هذه الزاوية ربط المؤلف بين الحاضر والماضي، برباط طبيعي. . .
. . . وفي المنظر الخامس. . . يجسم المؤلف اثر المأساة في نفوس أبطال المسرحية. . فعبد الرازق يختفي عن أعين الاستعمار. . ورزقة تبكي أباها الذي أعدم. . ويستغل المؤلف مطاردة البوليس لعبد الرازق في تحريك قلب المشاهد، وينتهي هذا المنظر بنجاة عبد الرازق بعد أن غلب الضابط وطنيته على واجبه. وهذا المنظر يكاد يتكامل في بنائه لولا أن المؤلف أدخل عبد الرازق من أول المنظر، وبهذا قضى على التشويق في المشهد الذي جاء فيه شيخ الخفر ليخبر الأسرة بأنه علم أنه قد قبض على عبد الرازق. . وكنا نفضل أن لا يدخل عبد الرازق إلا بعد خروج شيخ الخفر. . لينتقل الشعور بالقلق الذي أحس به أشخاص الرواية إلى المشاهد. .
. . . والمنظر السادس يصور الجانب الإنساني في حياة عادل والجانب الوطني في حياة فتاة اليوم التي تمثلها سلوى. . وجو هذا المنظر خفيف بالنسبة لجو المأساة المكفهر في دنشواي. . وهو تمهيد للمأساة التي ستنتهي لها المسرحية. . وقد اتخذ المؤلف من زيارة عادل لخطيبته، والطلق الناري الذي سمع بعد خروجه مادته لتحريك المشاهد وجذب انتباهه. . . الا اننا نرى في اخبار عطية لسلوى بزيارة عادل قضاء على عنصر التشويق في هذه الزيارة. وكان من الخير أن يدخل عادل دون هذا التمهيد. . كذلك نلاحظ التكرار في سرد قصة تجاه عادل. . فقد ذكرها والد سلوى. . وذكرها عبد الرازق وكان الأفضل أن يذكرها عبد الرازق فقط. . وكان تتبع عبد الرازق لابنه غامضاً. . فقد قال عبد الرازق في ذلك. . أنه يرى بقلبه. . ويسير وراء ابنه خطوة خطوة. . وكان من السهل على