المصير. . لا وزن لهم مهما شجعتهم على مثل هذه (الشعوذة) صحف تزعم أنها تحمل مشعل التجديد، وهي في الواقع تظلم التجديد كل الظلم حين تنظر إليه في ضوء هذا الفهم السقيم!!
حول مسرحية (دنشواي الحمراء):
أريد أن أعرض عليك مشكلة لست أدري ماذا يكون صداها لديك، ولدي القائمين بشئون المسرح العربي!. . كنت ضمن النظارة الذين شاهدوا المسرحية الوطنية الكبرى (دنشواي الحمراء)، فلاحظت أن الستار يسدل عقب انتهاء كل منظر من مناظر المسرحية العديدة والأنفاس معلقة. . ثم لا يلبث أن يرفع مرة أخرى فإذا بالمثلين قد أحنوا قاماتهم لجمهور النظارة الذي ألهب أكفه بالتصفيق إعجابا بفنهم الرفيع.
هذا أمر طبيعي، لأن الممثل يجد لنفسه صدى يتمثل عنده في تصفيق الجمهور وإعجابه ومشاركته له مشاركة تامة في كل ما يحس من عواطف وانفعالات. . ولكن هنا المشكلة! إن أفكار النظارة الفردية تتحطم في المسرح وتستحيل إلى أفكار جماعية، فالانفعالات والاحساسات تسري في الجميع ويصير (الكل في واحد) كما يقول (نشيد الموتى). . ولكن رفع الستار مرة أخرى بعد إسداله عقب انتهاء كل منظر، يؤدي إلى (اللانفعالية) المفاجئة لدى النظارة، مما يحول بينهم وبين التعاطف والاندماج في اللحظة التي أوشك أن يتم فيها التعاطف والاندماج، فإذا بالجمهور لم ينظر إلى ما عرض على خشبة المسرح نظرة الجد بل أخذ يضحك بشكل أزعجني! إن الجمهور في ذلك معذور يا سيدي، لأن رفع الستار قد قضى على طاقته العاطفية أثناء التمثيل وأحالها فجأة إلى حالة طفيلية ذات وجود مستقل، وبهذا يفقد المسرح في رأيي عنصره الأصيل وهو التأثير المباشر! أليس كذلك، أم أنا مغال فيما أقول؟
إنني في انتظار رأيك، وتقبل إعجابي واحترامي
(القاهرة)
محمد رفعت الدوباني
كلام الأديب المصري الفاضل صحيح لا غبار عليه، ولقد شهدت هذه المسرحية وغيرها