وكانت إنجلترا إلى وقت قريب تسيطر على البترول الإيراني وتجني من ذلك أرباحا طائلة بلغت قيمتها ١٩٥٠ ١١٥ مليونا من الجنيهات، ولكن إيران أممت بترولها وطردت الإنجليز من بلادها، ومع هذا فلم تسكت إنجلترا بل عمدت إلى شن حرب اقتصادية على إيران.
والباكستان تدخل في نطاق الكومنولت أو مجموعة الشعوب البريطانية وهي بهذا الوضع مرتبطة بالسياسة البريطانية الخارجية والاقتصادية.
وقد ألقت أمريكا أخيرا بدلوها في الدلاء، والاستعمار الأمريكي استعمار اقتصادي؛ ولاستعمار الاقتصادي من أشد أنواع الاستعمار فتكا بالشعوب. وهي لهذا تحاول أن تسيطر اقتصاديا على شعوب الشرق الأوسط. وقد أخذت من الحكومة العربية السعودية امتيازا باستخراج البترول من المنطقة الظهران الواقعة على الخليج الفارسي.
وهكذا نرى أن الدول الغربية تسيطر فعلا على العالم الإسلامي رغم كثرة عدد سكانه ورغم رخائه وكثرة موارده، تدعى دول الكتلة الغربية أنها لا تريد بدول الشرق الأوسط شرا وتبرر احتلالها لكثير من بقاعه بأنها تحميه من خطر الروسي. وتذهب إنجلترا في تبرير احتلالها لمنطقة قنال السويس إلى أن مصر قلب العالم الإسلامي وأنها ستكون هدفا للغزو الروسي
هذا هو موقف دول الكتلة الغربية من العالم الإسلامي. أما روسيا فأنها تحاول السيطرة على العالم وهي لهذا تحاول أن تزلزل الأرض تحت أقدام الكتلة الغربية وتعمد إلى إقامة روابط الود مع دول الشرق الأوسط. وتفزع الدول الغربية وتشفق على دول العالم الإسلامي من الوقوع في برائن الشيوعية وهي إنما تخاف على نفسها وتشفق على سيادتها.
وهنا يجب علينا أن نوضح حقيقة موقف الكتلة الإسلامية إزاء الكتلتين. لقد ضاق العالم العربي ذرعا بسيادة الدول الغربية عليه وهو لا يريد منها إلا أن تذهب غير مأسوف عليها وأن تتركه حرا وهي سترغم على ذلك إرغاما بالطرق السلمية إن أمكن وبالكفاح والجلاء إن لم تجد الطرق السليمة.
أما روسيا فليست خطرا على العالم الإسلامي لا، هذا العالم غني بمبادئه عن المبادئ روسيا الشيوعية، وقد كفل له الإسلام سلامته وسعادته.