للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فالإسلام يأمر المسلمين بأداء زكاة أموالهم وردها على فقرائهم (خذ من أموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها) (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)

وأني أحب أن أضرب لناس المثل الآتي ليتبينوا أن الشيوعية ليست خطرا مطلقا على المسلمين.

كلنا يعلم أن قريشا رفضت أن تعتنق الإسلام وحاولت أن تفتن المسلمين الأوائل عن دينهم وأن تردهم إلى شركها وكفرها بالتعذيب والتهديد وغير ذلك من الوسائل ولكنهم صبروا على الأذى والعدوان واستعذبوا ما لاقوا من هوان في سبيل دينهم. واضطروا أخيرا أن يهجروا أوطانهم وأن يهاجروا إلى المدينة فرارا بدينهم وتركوا ديارهم وأموالهم.

ويروي صاحب السيرة أن صهيب بن سنان حين أراد الهجرة قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك، والله لا يكون ذلك! فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم قال: فإني جعلت لكم مالي قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب! ربح صهيب!

وهكذا ذهب المهاجرون إلى المدينة وقد تركوا أموالهم وديارهم بمكة. ماذا فعل الرسول الكريم؛ آخى بين المهاجرين والأنصار. وماذا فعل الأنصار؟ نزل كل منهم على نصف ما يملك لأخيه المهاجر. وما أظن أن في التاريخ الحديث بمبادئه الشيوعية والاشتراكية أروع من هذا المثال.

والإسلام دين الديمقراطية: كان النبي يشور أصحابه دائما (وأمرهم شورى بينهم)، وكان الرسول لا يقضي أمرا دون مشورة. أنظر إليه صلوات الله عليه قبيل غزوة بدر وقد أتخذ مكانا فجاءه الحباب بن المنذر وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزله الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة.

فقال: يا رسول الله فأن هذا ليس بمنزل فنهض بالناس حتى نأتي أدنى ما من القوم فتنزله ثم نغور ما ورائه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون.

<<  <  ج:
ص:  >  >>