للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو عديد بنى ظفر وقد حرضته نساؤهم على القتال مع المسلمين يوم أحد، فأخذ سلاحه، وجاء من خلف الصفوف حتى كان في الطليعة وظفر بعشرة من أصحاب الألوية المشركة صرعهم جميعا واحدا بعد الآخر، وأخذ يقول (دافعوا عن الأحساب والأنساب) ولما أثبتته الجراحة بشره المجاهدون بالجنة فسخر منهم وقال (والله ما قاتلت على دين، ما قاتلت إلا على الحفاظ أن تسير قريش إلينا حتى تطأ سعفنا. ويقول: يا للأوس، قاتلوا على الأحساب واصنعوا مثلما أصنع، وأخيرا انتحر منافقا، فلما ذكر للنبي قال (إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاسد).

ومن أجل هذا الصف المتساند المتعاضد. . يصمد مصعب ابن عمير أمام الفئة الباغية يوم أحد وقد تفرق شمل المسلمين وأشاع ابن قميئة أن محمدا قد قتل، وانفض عنه من كان معه، فيدعوهم مصعب فيتذرءون بقتل محمد للفرار فيقول لهم (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا) ويتنزل بذلك القرآن الكريم

ومن أجل هذا الصف الواحد المتحد (يأبى النبي كتيبة خشناء لابن أبي بن سلول قوامها أمثاله من المنافقين وأحلافه من يهود، فيردها النبي قائلا: (لا نستعين بأهل الشرك على أهل الشرك) والله تعالى يؤيده (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين).

ومن أجل هذا الصف المنتظم المنسجم. . يرد النبي يوم بدر خبيب بن يساف، وقيس بن الحارث عن القتال في صفوف المسلمين، لأنهما على غير دين الله، ولا يبغيان غير الغنيمة، وهما في القتال أعظم غناء وأشد نكاية، ولكن النبي يقول لهما (لا يخرجن معنا رجل ليس على ديننا) ويأبى عليهما القتال حتى يسلما. فلما أسلم خبيب قال له النبي أمض، أما قيس فقد تأخر إسلامه إلى أحد).

ومن أجل هذا الصف المتشابك المتماسك. . يؤخر النبي - يوم بدر - الأنصار ليقدم المهاجرين السابقين إلى الإسلام هم وعشيرته، ويقول لهم: (يا بني هاشم قوموا فقاتلوا عن دينكم الذي بعث الله به نبيكم، إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا به نور الله) فوثبوا إلى الجنة سراعا، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم.

ومن أجل هذا الصف الرابط المترابط. . يسابق المسلم أخاه وأباه وابنه وخاله إلى الجنة. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>